ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الرواية المغربية الآن : ماذا عن أعمال حديثة لكتاب من الأجيال السابقة

المصدر: مجلة آفاق
الناشر: إتحاد كتاب المغرب العربى
المؤلف الرئيسي: المودن، حسن (مؤلف)
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): Elmouden, Hassan
المجلد/العدد: ع 79,80
محكمة: لا
الدولة: المغرب
التاريخ الميلادي: 2010
الشهر: ديسمبر
الصفحات: 23 - 31
رقم MD: 514638
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

16

حفظ في:
المستخلص: انطلاقا من هذين العملين لكاتبين راكم كل منهما تجربة هامة في الانتاج والكتابة، يمكن القول إن الرواية المغربية قد تسير نحو خلق توازن بين مختلف وظائفها الجمالية والمعرفية والتداولية. الملاحظ أن الروايتين معا تشتغلان على البناء الفني للعمل الروائي، وتستدعيان البنيات اللعبية الانتهاكية، وتوظفان أشكالا وأساليب جديدة في الحكي والسرد والتخييل، وتعملان، إلى هذا الحد أو ذاك، على تفجير النص الروائي بمعناه التقليدي، بشكل يبدو معه كأن هناك قواعد جديدة للكتابة وميثاقا للقراءة جديد. وفوق ذلك، فقد اختارت الروايتان، كل واحدة بطريقتها، شكلا سرديا محددا هو شكل محكيات البحث والتحقيق. وهذا ما يشير إلى أن الرواية المغربية الآن تريد أن تعرف، تريد أن تؤسس معرفة حول الإنسان ومجتمعه وتاريخه ومصيره، أو أنها بالأساس تريدنا أن نفكر في سبل تأسيس معرفة بذواتنا وأوساطنا وعوالمنا ومصائرنا. واللافت للنظر أن كل رواية من الروايتين لا تدعي أنها تمتلك المعرفة الكاملة أو الحقيقة المطلقة حول الإنسان أو المجتمع أو التاريخ. وهذا بلا شك تحول جديد في الرواية المغربية، فالأدب الروائي لم يعد يعمل لصالح إيديولوجية معينة، ولم تعد الرواية تدافع عن دعوى أو أطروحة، بل إن الرواية الآن تركب الشك، وتقول الاحتمال والافتراض، وتمارس اللعب والسخرية، وتبدو كأنها تسبح في اللايقين. ويجد هذا التحول تفسيره في ظل التحولات الكبرى التي يعرفها مجتمعنا والعالم من حوله. شيء ما بدأ ينكسر منذ أواسط السبعينات أو أواخرها، وتفجر في التسعينات وبداية الألفية الثالثة. ستصاب الأيدولوجيا كما ستصاب الأنساق الفكرية والتشييدات النظرية الكبرى. وأضحت هناك أزمة عامة تعرفها خطابات اليقين. وهناك عجز في صناعة الأمل واليوتوبيا، وهناك أزمة تعيشها المثل السياسية. ولن تكون هذه التحولات دون تأثير على الأدب، والروائي منه بالأخص. في الروايتين معا، يبدو الأمر كأن المعرفة – معرفة ما يجري وما يقع في المجتمع – أمر غير قابل للإدراك، ولم يعد السارد يمتلك تلك السلطة التي تسمح له بتأليف حقيقة العالم، فالعالم أضحى أكثر تمنعا وانغلاقا واستحالة ما يقع فيه هو أشبه بالغرائب والعجائب، أشبه بشيء غير واقعي، مستحيل الحدوث، وأقرب إلى الجنون، والأدب الروائي يكتسحه الشك والسخرية واللايقين، يحاول أن يستعيد مكانته داخل العوالم الأدبية والثقافية والمرجعية، بنوع جديد من الالتزام، لكن بعيدا عن الإيديولوجيات الاحتوائية القاهرة والمحاولات المثالية الحالمة التي هيمنت على الأدب في عقود سابقة. وروايات عديدة صدرت في السنوات الأخيرة لكتاب من أجيال مختلفة تنحو هذا المنحى الجديد، أذكر منها رواية المخدوعون لأحمد المديني، وخطبة الوداع لعبد الحي المودن. ومدارج الهبوط لجلول القاسمي، وعندما يبكي الرجال لوفاء مليح... \

عناصر مشابهة