المصدر: | مجلة آفاق |
---|---|
الناشر: | إتحاد كتاب المغرب العربى |
المؤلف الرئيسي: | بوجييدة، فريد (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع 85,86 |
محكمة: | لا |
الدولة: |
المغرب |
التاريخ الميلادي: |
2014
|
الشهر: | يناير |
الصفحات: | 25 - 43 |
رقم MD: | 514713 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | AraBase |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
يمكن لنا ومن خلال ما سبق أن نستخلص ما يلي: أولا، هناك تفاعل واضح بين السينما والواقع، السينما والمجتمع. بدليل حضور عدد كبير من الأفلام التي عالجت المجتمع العربي وقضاياه. وهذا التفاعل يرتبط أساسا بتطور هذا المجتمع وبروز قضايا أساسية كان لها حضور في الإعلام. مثل البطالة، الظلم الاجتماعي، القمع والاعتقال والوضعية الاجتماعية لبعض الفئات خاصة المرأة. ثانياً: هذا الحضور لا يمليه الواجب فقط الذي يفرض على المخرجين (كمثقفين) أن يتفاعلوا مع قضايا مجتمع بل الغنى الذي يقدمه المجتمع من تجارب ونماذج ومواقف متعددة ومتنوعة، إذ لا يمكن لمخرج مغربي أن يغامر بموضوع جديد أو خارج نمطية الدراما الاجتماعية نظرا لقلة الإمكانات المادية من جهة ولعدم تمرس هؤلاء المخرجين على موضوعات أخرى تهم مثلا الخيال العلمي ومجالات الفضاء والبحار والكوارث الطبيعية والمعارك والحروب. ثالثاً: المخرج المغربي وانطلاقاً من المعطيات التي درسناها لا يستبق حدثا أو يتأمل الواقع المتحرك في اتجاه ما يمكن أن يكون، بمعنى أنه لم يستطع أن يتنبأ بشيء ما. وهذا ما يشكل ضعف في السينما المغربية. إذ أنها دائماً تأتي بعد الحدث، فهي بحكم طبيعتها غير مغامرة. رابعاً: وبناءا على ما سبق يمكن القول أن الطابع الاجتماعي لمعظم الأفلام جعلها حبيسة موضوعات نمطية تشابه أحيانا حتى في أسلوبها. خامساً: إن أشكال التعاطي مع هذه الموضوعات وبالرغم مما قلناه استطاعت في بعض الأحيان أن تنفذ إلى عمق المغرب. شمالا وجنوبا وشرقا وغربا (هو الذي يعكس انتماء المخرجين من الناحية الجغرافيا). على سبيل المثال ينتمي محمد إسماعيل إلى شمال المغرب. وداوود أولاد السيد إلى جنوبه وياسمين قصارى من الشرق ونور الدين الخماري من الغرب. سادساً: إن الأفلام التي تم إنتاجها خلال الفترة الممدودة سنة (2000 إلى 2010) اهتمت في معظمها (وبغض النظر عن قيمتها الفنية) ببعض المؤشرات الجديدة التي تبرز المغرب كبلد يتحول اجتماعيا وثقافيا. فالاهتمام بالفساد والرشوة والتعسف الذكوري والهجرة و التطرف ومشاكل الهوية والتهميش... كل هذه الآفات مرتبطة بمجتمع يتحول في اتجاه البحث عن أفق جديد. ومجرد الحديث عن موضوعات من هذا النوع وبهذا الشكل الكاشف والمكشوف يجعلنا أمام صورة جديدة لمغرب يتحول. سابعاً: إذا كانت المعطيات تشير إلى هذا التحول انطلاقا مما وفرته الكاميرات من أفلام توثق لهذه الفترة فإن السؤال الذي يمكن طرحه كيف ثم تقديم هذه التحولات؟ كيف قدم لنا المخرجون المجتمع المغربي وفي أي سياق تم اختيار قضايا معينة ولماذا تم التركيز على موضوعات محددة دون غيرها وهل ثمة مصلحة وراء ذلك؟ لا شك أن سوسيولوجيا أخرى تنصب على المخرجين جديرة بالفعل بالإجابة عن هذا السؤال لتبرز ذلك التداخل بين السينمائي والإديولوجي؟ |
---|