| المستخلص: |
ينتج عن البيئة الخصوصية للموانئ البحرية وضح ثقافي وبيئي مختلف عن الأوضاع في بقية أجزاء المنطقة الجغرافية. فالطبيعة المنفتحة للموانئ تؤدي لاستقبال العديد من الأنماط الثقافية الوافدة، ويكون التغير الناتج عنها جزءا من البيئة التي يتواءم معها الميناء للحفاظ على استقراره الثقافي. لذا، يبدو ميناء سواكن السوداني الواقع على الساحل الغربي للبحر الأحمر كرقعة جغرافية ذات دلائل تاريخية متميزة في الجغرافيا السودانية. فهذا الميناء قدم عبر تاريخه الطويل أنماطا متميزة من السلوك الثقافي المعماري والاثنوغرافي، المختلفة تماما عن بقية أجزاء السودان والمتوائمة مع الثقافات الوافدة والمناطق ذات العلاقات التجارية مع هذا الميناء وتفاعلها مع البيئة المحلية. من ناحية أخرى فإن هذا التفاعل مع البيئة المحلية أدى لاختلاف المنتج الثقافي لسواكن عن المنتج الثقافي للمناطق الأصلية للمجموعات والثقافات الوافدة. هكذا تظهر الخصوصية الثقافية لسواكن كميناء يعتمد على التبادل الثقافي والتواؤم مع البيئة المتغيرة للحفاظ على بيئته المفتوحة المهمة لازدهاره التجاري -تعضد هذه الخصوصية نتائج المقارنات الثقافية، المعمارية والاثنوغرافية بين سواكن وبعض المواقع الجغرافية والأنماط الثقافية السودانية كبيئة داخلية، وبينها وميناء جدة السعودي كبيئة خارجية.
The special characteristics of seaports' environment breed a cultural and ecological milieu that differs from those of all other parts of the geographical area to which a port's environment belongs. Such environment is usually “open", receptive to all forms of cultures, and the port's environment changes to accommodate these forms and to maintain its cultural stability. It usually reflects cultural patterns, social behavior, architecture, and ethnic multiplicity. The Sudanese port of Sawakin, on the western coast of the Red Sea, is a good case in point. A comparison with the port of Jeddah in Saudi Arabia supports the findings of this study.
|
