المستخلص: |
لقد كانت معجزة الأنبياء السابقين الدالة على الدعوة للإيمان بالله تحدث في زمنهم، وكانت المعجزة أمرا خارقا للقوانين، تقع بغير سبب بشري لإثبات آمر يريده الحق سبحانه وتعالى، من أجل إقامة الحجة على الناس، سواء كانت معجزة النبي موسى عليه السلام الذي كان يلقى عصام فتصير حية، أو تلك المتعلقة بسيدنا عيسى عليه السلام، الذي كان يحيي الموتى بإذن الله ويبرئ الأكمه والأبرص بإذنه تعالى، في عصر تفوق الناس في ميدان الطب. وإذا كانت حياة الأنبياء قد تميزت بعدد من الفضائل والخصال الحميدة مثل الصبر على الشدائد ومقاومة الظلم وغيرها، فإن حياة المصطفى عليه الصلاة والسلام النبي الأمي جاءت شاملة جامعة بالروح والعمل واللسان، جاءت بمعجزة خالدة في الزمكان، تتحدى العقل، وتتميز بصفة الاستمرار، مفاجئة لكل عالم، خاطبت العقل والروح معا في الماضي، وتكلمه في الحاضر، وتسطر له معالم طريق المستقبل. وبالرغم من ذلك، نسع أصواتا بين الفينة والأخرى سواء في إسبانيا آو في العالم، تدعي آن النبي صلى الله عليه وسلم كان عبقريا كبيرا، وكاتبا مرموقاً، ومن مؤلفات كتاباته: القرآن الكريم. في ضوء نتائج البحث ومناقشته، يتم البرهان عمليا وعلميا على آن القرآن الكريم ليس من تأليف بشر، وإنما هو كتاب الله أوحي إلى نبيه المصطفى عليه الصلاة والسلام ليكون رسالة خالدة ثابتة ومعجزة في الزمان والمكان، تتحدى العقل في الماضي والمستقبل، مصداقاً لقوله تعالى: وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) (النساء – 82).
|