المصدر: | بحوث الندوة العلمية الأولى - المدرسة الحديثية بالمغرب والأندلس - الإمام ابن القطان نموذجاً |
---|---|
الناشر: | الرابطة المحمدية للعلماء - مركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة العطرة |
المؤلف الرئيسي: | بنكيران، محمد (مؤلف) |
المجلد/العدد: | مج 2 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
المغرب |
التاريخ الميلادي: |
2011
|
مكان انعقاد المؤتمر: | العرائش |
الهيئة المسؤولة: | الرابطة المحمدية للعلماء - المغرب |
التاريخ الهجري: | 1432 |
الشهر: | أكتوبر / ذو القعدة |
الصفحات: | 691 - 710 |
رقم MD: | 514968 |
نوع المحتوى: | بحوث المؤتمرات |
قواعد المعلومات: | IslamicInfo |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
المقصود الأساس من هذا العرض – طبقاً للصيغة التي عليها عنوانه – إثارة سؤال منهجي حول المشروع الحديثي للحافظ الناقد ابن القطان الفاسي – رحمه الله –، وذلك بغرض تعديل مسار البحوث العلمية حينما تتعلق بنوابغ العلم والفكر في الأمة. فقد دأب أمثال هؤلاء على البحث ضمن مشروع واسع وواضح، وبرنامج علمي طموح ورائد، وإن لم يحددوا طبيعته ولا ملامحه؛ الأمر الذي يفرض على الدارسين استكشاف ذلك بكيفية تتيح الاستفادة من المنهجية والرؤية، إضافةً إلى ما يتصل بصميم العلم، وتفتح الباب أمام آفاق واعدة من البحوث والدراسات الجادة والقويمة. والعرض بهذه الكيفية وبناءً على هذا هو قراءة خاصة في شخصية ابن القطان وآثاره العلمية. وفي سياق التعرف على مشروعه الحديثي نذكر أولاً أن هذا الإمام تميز بحس نقدي فريد أهله؛ لأن يكون في مجال علوم السنة الذي هو مجال عرضنا على وجه الخصوص من أهل الاجتهاد في قواعد الحديث النظرية وفي صناعته أيضاً نظرياً وتطبيقياً، ومن ثم كان أول معلم في مشروعه هو إعادة النظر فيما هو موجود من القواعد والأحكام النقدية انطلاقاً من قاعدة عدم التسليم بكل شيء، وهنا يأتي كتابه الفذ الشهير بيان الوهم والإيهام، وتلك أهم سمات الناقد. والكتاب يمثل بحق سبقاً في نقد أحاديث الأحكام تبعه فيه كثيرون، ورائداً في المزج بين بيان القواعد النظرية وتطبيق الصناعة الحديثية وما كان الأمر كذلك في السابق. والمعلم الثاني : اتجاهه إلى التصنيف في جمع الصحيح من الحديث بناءً على نظرياته هو واجتهاداته ، وهذا المعلم يكمل السابق لأن من يقتصر على نقد الآخرين لا يكون في الواقع مؤسساً لشيء، وفي هذا الإطار ألف كتاب النظر في أحكام النظر الذي يمكن اعتباره جمعاً لكل الأحاديث المتعلقة بالنظر مع بيان درجتها، ثم ألف كتاباً في صحيح الحديث بحذف الأسانيد وهو شكل رائع من أشكال تطوير هذا المشروع. وأما المعلم الثالث فهو بناء تصور جديد يصحح السائد في طريقة التعامل مع السنة النبوية والسعي إلى الانتقال إلى وضع جديد في هذا الباب استثماراً لما سبق من جهود إضافية انصبت على التركيز على السنة النبوية في مقابل الفقه المذهبي الضيق. هذا وقد قام هذا المشروع المتكامل لدى ابن القطان على مرتكزات أساسية أهمها: التجديد والتحقيق والتوثيق والتدقيق. وبهذا يكون ابن القطان قد فقه نوع الخدمة التي تحتاجها السنة في عصره، ومثله في ذلك مثل الرواد الأوائل من علمائها الذين كانوا يتوارثون خدمتها على النحو الذي تتطلبه جيلاً عن جيل كأنهم شخص واحد. |
---|