المصدر: | مجلة الملتقى |
---|---|
الناشر: | عبدالصمد بلكبير |
المؤلف الرئيسي: | إلستر، جون (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع 26 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
المغرب |
التاريخ الميلادي: |
2011
|
الشهر: | ماي |
الصفحات: | 37 - 57 |
ISSN: |
1113-9781 |
رقم MD: | 515506 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | HumanIndex |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
يستخدم كتاب توكفيل الديمقراطية في أمريكا الديمقراطية كمتغير مستقل ليوضح ملامح متنوعة للحياة الأمريكية: الدين والرأي العام والحياة الأسرية والنشاطات الاقتصادية والأمور العسكرية وظواهر عديدة أخرى. ويمكن وصف المتغير المستقل ذاته على أنه مساواة وحرية ممأسستين. وللمساواة جانبان: اجتماعي وسياسي، أي أنها تتعلق بكل من غياب الامتياز والتسلسل الهرمي، وبمبدأ حق الاقتراع العام. وتتألف الحرية في الحريات السياسية التقليدية من: حرية الدين وحرية الاجتماعات وحرية التعبير. ومع ذلك لابد أن تمتلك المؤسسات الديمقراطية الرسمية هذه محتوى محددا أيضا. وتحديدا، لا ينبغي وجود احتمالية القدرة على التحرك فقط، بل درجة عالية من التحرك الفعلي بين الطبقات الاجتماعية. ولابد من ممارسة الحريات لا ضمانها فقط. لذلك يوجد هذا القدر الكبير من إشارات توكفيل الغامضة إلى الديمقراطية وصعوباته الذاتية في التمييز بين الشكل والمحتوى ورغم ذلك فإن قصده واضح تماما. فبافتراض أن القوانين الديمقراطية موجودة وأن الأبواب التي تفتحها تستخدم فعليا، فما هي النتائج الأخرى على الحياة الاجتماعية؟( ) تطرح طريقة التعبير هذه عن القضية مشكلة منهجية: كيف نميز بين السبب والنتيجة في مجتمعات ديمقراطية مستقرة؟ احتوت إجابة توكفيل على هذا السؤال فوائد سياسية وكذلك فوائد منهجية. ففي فرنسا، كان معارضو الديمقراطية مهتمين، قبل أي شيء آخر، بالمساوئ التي تلت على إثر التحول الديمقراطي. وبمناقشة أنها ليست ملازمة للديمقراطية في حد ذاتها، عرض موجزا جديدا على المدافعين عنها. وفي الوقت ذاته أمكنه أن يبرر تصريحاته العرضية حول نتائج الديمقراطية. وقد بدت هذه كأنها تصريحات عن تأثير تغير في متغيرات مؤسساتية خارجية على متغيرات اجتماعية داخلية. ويقاس التغير بالفرق بين قيم التوازن القديمة والقيم الجديدة لهذه المتغيرات، وليس بالفرق الذي يمكن ملاحظته مباشرة بعد التغير. وغني عن القول أن هذا العرض يغالط عدة مسائل. فمن ناحية، إن التمييز بين الشكل الديمقراطي والمحتوى الاجتماعي غير مقدر. وقد ترجع مساوئ الفرنسيين إلى الافتقار إلى الملازمات الاجتماعية للديمقراطية، وليس لمجرد شخصيتها الانتقالية. ومن ناحية أخرى، يخلق أي افتقار إلى أي ثورة ديمقراطية في أمريكا صعوبة الحجة أن الفرنسيين يعانون فقط من الثورة أكثر مما يعانون من ديمقراطية كهذه. ومن الممكن- وتوكفيل نفسه يقدم هذه الحجة- أن تكون فضائل الديمقراطية الأمريكية مرتبطة بظهورها الذي لا ينافس نسبيا، وفي هذه الحالة، تكون النتائج الراسخة لإدخال الثورة مختلفة تماما. وعلى أية حال، فإن المزايا التي قدمتها منهجية توكفيل- كما عرضت في البنود (I) إلى نهاية (IV) فيما سبق- لا تتأثر بهذه الاعتراضات. كان توكفيل- مثل معاصرية الأكبر منه سنا: شاتوبريان وستاندال- ديمقراطيا بالفكر، وأرستقراطيا بالقلب. وتحديدا، كان حساسا جدا للقيم الأرستقراطية في الفردية والكمال. ومع ذلك كان لديه جواب للنقد الأرستقراطي لوسطية كل الأشياء الديمقراطية: تفعل الديمقراطية أشياء أكثر (أو تسبب إنجاز أشياء أكثر)، رغم أن كل شيء ينجز بجودة أقل. إن الحقبة الديمقراطية هي عصر الكمية، بعد عصر النوعية. ويرتبط هذا بحجة كلاسيكية للديمقراطية بمعنى حكم الأغلبية بدلا من حكم النخبة: "لو أن النوعية متساوية (أو، كما عبر عنها هوبز بدقة أكبر، لابد من اتخاذ النوعية لتكون متساوية كشرط للسلام) فإن العامل المميز الوحيد المتبقي هو الكمية" يضيف توكفيل حجة مفيدة للديمقراطية إلى هذه الحجة ذات الاتجاه الشرعي. وفي العصر الحديث، يبدو أنه يقول أن لا أحد يستطيع أن يتحمل ويدعي لنفسه حكمة سياسية متفوقة، مهما كان متفوقا في الواقع. ومع ذلك، فإن السماح بدخول الكثير منها إلى النظام السياسي ينبهها أيضا كي تعمل، إلى حد توازن فقدان التفوق. لا مناص من الديمقراطية: طالما الجنس البشري قد أكل ثمار المساواة، فلا مجال للتراجع. مع ذلك، ورغم عدم فعاليتها كنظام لاتخاذ القرار، يمكن تبريرها بآثارها الجانبية غير السياسية. والمشاركة العالمية في السياسة هي الثمن الذي علينا أن ندفعه إن أردنا مجتمعا حيويا ومزدهرا؛ وعلى أية حال، ليس لدينا الخيار. \ |
---|---|
ISSN: |
1113-9781 |