| المستخلص: |
يأتي هذا البحث عبارة عن تمهيد لاستجلاء بعض المفاهيم الحقوقية من مشكاة الآيات القرآنية, وقد بدأه الباحث بتصوير واقع الجزيرة العربية قبل نزول الوحي، حيث كان الإنسان يعاني الظلم والطغيان والدوس على حقوقه. إلى أن بعث الله تعالي محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم برسالة خالدة تتغيا تحرير الإنسان، واحترام إنسانيته، وحفظ كرامته، وصون مكانته بين الخلائق، وتأهيله للقيام بواجب إعمار الأرض والخلافة فيها. وحتى يجيء الكلام في البحث متكاملا وجاريا على نظام وترتيب، فقد قسمه الباحث إلى فصلين اثنين ,وعن كل فصل تتفرع مباحث ومطالب وفقرات: أما الفصل الأول فقد خُصص لذكر سبل إحقاق حقوق الإنسان, وحمايتها في القرآن الكريم, وفي هذا الفصل تم التعريج على أهم مميزات الخطاب الحقوقي, وهي الخصائص والمميزات التي تضمن للتشريعات القرآنية ذات البعد الحقوقي الانتقال من حيز التقنين النظري إلى التطبيق والممارسة الفعلية متى ما صلحت النوايا وقويت الهمم واشتدت العزائم، وذكر من تلك الخصائص ما يأتي: 1- الربط بين حقوق الإنسان وكرامته. 2- الربط بين حقوق الإنسان وقيم العدل والإنصاف. 3- التداخل بين الحقوق. مثلما تم التعريج في هذا الفصل على ضمانات حفظ حقوق الإنسان في القرآن الكريم، ومنها: 1. إلزام المكلفين بحماية حقوق الإنسان. 2. ترتيب العقوبات على انتهاك حقوق الإنسان. 3. تقييد حرية صاحب الحق في استعمال حقه. أما الفصل الثاني فقد خصصه الباحث لذكر أنواع حقوق الإنسان المنصوص عليها في القرآن الكريم، وعن هذا الفصل تفرعت مباحث ومطالب، وقد خصص المبحث الأول لذكر الحقوق الدينية للإنسان سواء أكان مسلما أم غير مسلم؛ وفي المبحث الثاني قصر الكلام لبيان حقوق الإنسان البدنية، ويأتي في مقدمتها حقه في الحياة، مع ذكر ما رتبه الشرع من العقوبات لحفظ هذا الحق من الاعتداءات والتجاوزات، وأما المبحث الثالث فقد تم فيه رصد حقوق الإنسان العلمية والفكرية، ولاسيما حق التعليم والتفكير، وحق التبليغ والتعبير، هذا مع التعريج على القيود الشرعية لتوجيه هذه الحقوق وضبطها؛ وأما المبحث الرابع فقد قصره الباحث على ذكر حقوق الإنسان المالية، وجاء في مقدمتها حقوق الاكتساب والاستثمار والادخار المشروع، مع التنصيص على أهم الإجراءات الشرعية لحفظ هذه الحقوق وحسن توجيهها، وأما المبحث الخامس فقد تم فيه تفصيل القول في بيان حقوق الإنسان الأسرية، ومنها حق اختيار الزوجة، وحق تربية الأبناء وغيرها... هذا مع التعريج على التشريعات الزجرية التي شرعها الشرع لضمان حرية الإنسان في اختيار من يناسبه في حياته الزوجية، ولحفظ حقوقه في بناء أسرة صافية المنبع، وصحيحة الأنساب، ومتماسكة الأعضاء، ومحددة الغايات والأهداف، وللزجر عن النواقض التي من شأنها أن تضاد مقاصد الشارع في الأسرة. وبعد هذين الفصين، ختم البحث بخاتمة جامعة خصصت لاستجماع الأفكار واستخلاص النتائج.
|
