المستخلص: |
استعرضت الورقة قراءة في كتاب بعنوان تأملات باسكالية (بير بورديو-1997)؛ حيث يدافع الكتاب عن إشكالية بعينها تتمثل في ان الأفكار الأكثر تجريداً ظاهرياً، الأكثر كونية أو تجرداً-تلك المنحدرة من الفكر الفلسفي، العمل العلمي والإبداع الفني-تخضع بعمق لشروط إنتاجها. وأوضحت الورقة إنه لحول الصلة القائمة بين تكون الأفكار وشروط إنتاجها شيدت التأملات الباسكالية، التي هي في الواقع تأملات (بورديوية)، فالكتاب ليس شرحاً لباسكال، وإنما هو يمثل إضاءة للمفاهيم المركزية لعمل بورديو، الهابتوس، الحس العملي، طقوس المؤسسة، الرأسمال الرمزي، فإن هذا الكتاب يكشف أسس فكره والفكرة التي تعهدها في اختياراته العلمية، وهنا تكمن فائدته إجمالاً. وأشارت الورقة إلى ما يستهل به المؤلف كتابه والذي تمثل في (نقد العقد السكولاني) وهو انجراف للفكر الأكاديمي الذي يقضي بالانخداع باستقلالية الذات وافكارها فالوهم السكولاني يقوم على الاعتقاد بإمكانية وجود فن من أجل الفن، وفلسفة كاشتغال محض على المفهوم، وعمل علمي متجرد. وأوضحت الورقة أن الفرد هو مموضع ومغمور في الأن نفسه من قبل العالم الاجتماعي الذي يحويه، إنما الذي يستطيع فهمه والتأثير فيه، فالتعارض التقليدي في العلوم الاجتماعية، بين الحتمية الاجتماعية والفردانية الميتودولوجية هو بالتالي حسب المؤلف، تعارض خاطئ. وختاماً إن فكر ب. بورديو يبعدنا عن التراسيم الحتموية التي كثيراً ما تنسب إليه، فالإحالة إلى الجدل الباسكالي مبررة بشكل رائع، لكن على مستوى التواضع، يبتعد بورديو كثيراً عن باسكال، فلم يكن من الضروري إطلاقاً أن يتبنى ذلك الموقف المتعجرف والمستخف على طول الكتاب. كُتب هذا المستخلص من قِبل المنظومة 2022"
|