المستخلص: |
يمكن حصر ثلاث مؤشرات بالنسبة لآفاق الدور التركي في المنطقة العربية: أولاً: من المرجح أن يؤثر حدوث الربيع العربي على الوضع السياسي والاجتماعي في تركيا بما قد يهدد لعبة التوازنات العرقية الداخلية في تركيا. لذلك فإن أنقرة تخشى من تداعيات الأحداث في سوريا على أمنها القومي، بما يجعلها وأن كانت ترغب بأن يتنحى الرئيس السوري بشار الأسد، إلا أنها تهدف أولاً إلى تقوية المعارضة لتفادي كارثة حرب طائفية تفضي إلى تقسيم الدولة التي يقطنها 22 مليون نسمة. على هذا الأساس يمكن فهم أسباب تحول تركيا لتغدوا أشبه بمركز رئيسي لتنظيم مؤتمرات المعارضة السورية كالمجلس الوطني السوري والجيش السوري الحر. ثانياً: أفضت أحداث الربيع العربي إلى إتباع تركيا اسلوب مباشر للترويج لنظامها السياسي باعتباره يمكن أن يغدو نموذج للنظم السياسية العربية الجديدة. فضلاً عن تأكيد تركيا، أن صعود التيارات الإسلامية للحكم في دول الربيع العربي من شأنه أن يدعم النفوذ التركي في المنطقة، ويخدم الاستراتيجية "العثمانية الجديدة"، غير أن ما لا تدركه أنقرة حتى الآن أنها برزت في المنطقة باعتبارها تمثل الدولة الديمقراطية ذات الهوية الإسلامية والعلمانية وذلك وسط منطقة يسودها علمانية قومية شمولية، بما جعل النموذج التركي يحظي بشعبية كبيرة بين الحركات الشبابية والإسلامية من صنعاء تونس، بيد أن تحقق الرغبة التركية وظهور تيارات إسلامية عربية معتدلة قد يجعل في النهاية من تركيا ليست إلا واحدة من بين أصوات عدة في المنطقة أبرزها القاهرة وتونس. ثالثاً: التركيز على تنشيط التعاون الاقتصادي والاستمرار في إتباع إستراتيجية (فتح أسواق جديدة) وقد أوضحت زيارة اردوغان لكل من مصر وتونس وليبيا على رأس وفد اقتصادي مكون من 820 من رجال الأعمال الأتراك، أن تركيا تريد أن تستفيد من الانطلاقة الاقتصادية والمناخ الاقتصادي الجديد في الدول العربية لتعظيم مصالحها الاقتصادية. نخلص إلى أن تركيا سوف تتبنى على الأرجح، البديل الجامع وهو الاستفادة من وجودها في المنطقة العربية لتحسين أوراقها التفاوضية مع الاتحاد الأوربي ودعم علاقاتها بالولايات المتحدة. فإذا كانت إحدى أهم المصالح الحيوية التركية هي الانضمام إلى الاتحاد الأوربي، فإن هذا الهدف لن يتحقق إلا من خلال توجه تركيا نحو محيطها العربي/ الإسلامي، والانخراط مباشرة في قضايا من خلال ممارسة دور الوسيط الإقليمي المقبول والمرغوب فيه، حتى في تسوية النزاعات والخلافات بين الأطراف العربية وبين الأطراف العربية وغير العربية. وبذلك تقدم تركيا جوانب ساطعة في تجربتها السياسية الراهنة. فهي النموذج الأفضل للتناوب السلمي على السلطة في كامل المنطقة، مثلما تقدم نموذجاً ناجحاً لعملية إدماج التيارات السياسية الإسلامية في العملية الديمقراطية. وهي تقدم هذين الدرسين بالتوازي مع درس ثالث هو الفصل الواضح بين الدولة والحزب في إطار عمل نظامها السياسي الراهن. وبذلك تقدم تركيا درساً رابعاً كبيراً يتمثل في قدرتها على توسيع هامش المناورة أمام حليفها الاستراتيجي، الولايات المتحدة الأمريكية، الذي يتحالف مع غالبية دول المنطقة، دون أن تنعم بهذا الهامش الكبير من الاستقلال والمناورة الذي تتمتع به أنقرة في علاقاتها الإستراتيجية مع واشنطن.
Especially during the recent period, very positive steps have been achieved towards developing our relations, both on bilateral and multilateral platforms, with the Arab world that Turkey enjoys deeply rooted historical, cultural, social and religious ties. Establishment of lasting peace and stability in the geography that we share with the Arab world is one of the main priorities in Turkey’s foreign policy. At a time when the world in general and the Middle East in particular pass through an extremely critical period, Turkey attaches great importance to close dialogue and co-operation with the Arab states. As one of the strategic components of the Middle East geography, Turkey has therefore taken important steps over the last few years to develop and diversify its relations, both on bilateral and multilateral basis, with the Arab world. Within this framework, our Ministry established consultations mechanisms with a number of Arab countries, including Egypt, Syria, Jordan, Lebanon, Tunisia, Morocco, Libya, Oman, Qatar and Bahrain.
|