ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الرؤية الإسلامية للنزاعات

المصدر: مجلة دراسات مجتمعية
الناشر: مركز دراسات المجتمع
المؤلف الرئيسي: الساعوري، حسن علي (مؤلف)
المجلد/العدد: ع 11
محكمة: نعم
الدولة: السودان
التاريخ الميلادي: 2014
الشهر: يونيو
الصفحات: 73 - 98
ISSN: 1858-6112
رقم MD: 521920
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: IslamicInfo, HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

54

حفظ في:
المستخلص: النزاعات السياسية والاجتماعية ظاهرة بشرية في كل تاريخها. ولما جاء الإسلام لصلاح البشرية في الدنيا والآخرة، لابد أن يكون قد قدم وسائل مختلفة لعلاج هذه الظاهرة. يمكن استعراض ما جاء في النصوص القرآنية والسنة النبوية الخاصة بالنزاعات بعد الوقوف على مؤشرات المعالجات التي أصبحت راسخة في التجارب البشرية المعاصرة، وذلك بالتركيز على مصادر النزاعات والدوافع الأساسية لها بعد تحديد مصادر النزاع الأساسية في الجزء الأول من هذا البحث، تتم مناقشة كيفية تناول الإسلام للظاهرة وعلاجها. تتركز المناقشة هنا على محورين أساسيين. يتعلق الأول بالإجراءات الوقائية التي يقدمها الإسلام لتجاوز مصادر النزاع مصدرًا من بعد الآخر: التعصب، وشرعية السلطة، وفساد السلطان. أما المحور الثاني فيرتبط بالإجراءات العلاجية في إدارة النزاعات بواسطة مراحل الصلح أو التحكيم أو القتال. معروف أن النزاع عبارة عن نتيجة أهداف متعارضة عند عدد من الأفراد أو الجماعات. عندما تسعى هذه الأطراف المختلفة والمتعددة لتحقيق أهدافها إزاء قضية ما، تتعارض المصالح فيتحول الأمر من اختلاف آراء إلى نزاع تستعمل فيه وسائل عدة تتدرج من ما هو سلمي تصاعدًا إلى ما هو عنيف تستخدم فيه القوة بمختلف أشكالها( ). والنزاعات أنواع: نزاع حول مصالح يمكن التفاوض حولها وحلها، ونزاع متأصل يتعلق بالحرمان من الحاجات الأساسية كالأمن والاعتراف بالهوية الثقافية وإتاحة الفرص والمشاركة في السلطة والثروة( ). وهذه يصعب حلها إلا بإزالة أسبابها الرئيسية: أي مصدر النزاع الرئيسي. أما المتنازعون فهم أما أن يكونوا أفرادًا ضد بعضهم الآخر، وإما جماعة ضد جماعة، وإما جماعة ضد الحكومة سعيًا لجلب مصلحة، أو سعيًا لدر مفسدة، أو سعيًا للمشاركة في السلطة، أو سعيًا لإبعاد من كان فيها، واحتكارها من بعد ذلك. النزاع المعني في هذه الورقة هو النزاع مع من هو في السلطة... نزاع جماعة ما ضد الحكومة، أو نزاع جماعة ضد جماعة يتطلب تدخل السلطة فتصبح طرفًا فيه. يمكن تلخيص أسباب هذا النوع من النزاعات في أربعة: العصبية وعدم الاعتراف بالشرعية، والإهمال إلى درجة الحرمان، وفساد السلطة( ). العصبية المؤدية إلى النزاع الذي يتطلب تدخل السلطة، أو مع السلطة نفسها، إما أن تكون عصبية عرقية، أو عصبية دينية، أو عصبية مذهبية، أو عصبية متعلقة بمصالح خاصة على حساب المصالح العامة. يؤدي التعصب الأعمى لهذا الجانب أو ذاك إلى نزاع بين الجماعات، أو بين جماعة وأصحاب السلطة. أما نزاع شرعية السلطة فيرتبط في وجود معيار الشرعية وآلياتها أو في عدم وجوده، أو في الشك في صحة تطبيقه. فيصبح نزاعًا حول السلطة إما لاستلابها عنوة، أو لاقتسامها، أو للتأثير على سياساتها العامة في قضية معينة لمبادري النزاع، وبالتالي المشاركة في صناعة القرارات الخاصة بالمشكلة التي أثارت هذا النزاع. سبب النزاع الثالث هو الإهمال أو التقصير، عمدًا أو سهوًا، في إدارة حقوق وواجبات جماعة ما سواء كان ذلك في مستوى المعيشة أو في إتاحة الحريات لاستدامة التعايش رغم اختلاف اللغات والثقافات. أخيرًا، يمثل فساد السلطة، أو ضعفها، في العجز عن إدارة "جلب المصالح ودرء المفاسد" سببًا قويًا في كثير من النزاعات المعاصرة، أو النزاعات التاريخية. كيف يمكن حل نزاعات تلك هي مصادرها؟

ISSN: 1858-6112