المستخلص: |
ولذلك فالورقة تخلص إلى ضرورة التمييز بين مفهومين، الأول هو مفهوم المجتمع المدني والآخر هو مفهوم المجتمع الأممي، فتسميه المجتمع الأممي تعني المجتمع الذي يرتكز في بنبته على أسس الوعي وانسجام الرؤى وتوحدها في إطار بيني توحيدي عام، يرسم للمجتمع الشكل الحضاري الذي يتجاوز به أي شكل آخر من أشكال الاجتماع الإنساني، التي قد تشتبه على البعض باعتبارها قد تعطي نفس المعنى، آن صياغة وتبنى فكرة " المجتمع المدني" ، في المجتمعات الإسلامية تعني عملية إذابة لسائر الانتماءات في الاجتماع الإسلامي، وعلى رأسها الانتماءات الدينية، لتحل محلها انتماءات مدنية، هي انتماءات " المجتمع المدني" ، التي تعمد إلى إنجاز قيم الحداثة والتقدم والحقوق والديمقراطية والفردية المطلقة، التي عليها أن تتحرر من ثقل الولاءات والتعاضدات السابقة لها، مثل رابطة الدين والأسرة والقبيلة والعشيرة ونحو ذلك، عبر تكريس مفهوم المواطنة المتساوية للناس جميعا، وإخضاعهم، للقانون بما ينص عليه من حقوق ومن واجبات، وما ينطوي طيه ذلك من إلغاء لغير قليل من القيم الدينية في المجتمعات الإسلامية.
|