ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







السيبرنطيقا ووسائل الإعلام

المصدر: مجلة جيل العلوم الإنسانية والاجتماعية
الناشر: مركز جيل البحث العلمي
المؤلف الرئيسي: بن سولة، نور الدين (مؤلف)
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): Bensoula, Noureddine
المجلد/العدد: ع 2
محكمة: نعم
الدولة: لبنان
التاريخ الميلادي: 2014
الشهر: يونيو / جوان
الصفحات: 123 - 133
DOI: 10.12816/0006967
ISSN: 2311-5181
رقم MD: 525384
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

82

حفظ في:
المستخلص: يعتبر ظهور السيبرنطيقا ثورة علمية خاصة في ميدان التكنولوجية ، وقد أدت إلى ظهور الآلات والأجهزة الدكية التي بامكانه تعويض الإنسان في عمله ووظائفه ، ويعود اكتشاف هدا العلم الدي يعد حديث النشأة إلى الأربعينيات من القرن الماضي من طرف عالم الرياضيات الأمريكي نوربرت فيينر (1894-1964 مـ) ،وكان ظهور السيبرنطيقا كنتيجة لحل مشكلة عسكرية خلال الحرب العالمية الثانية ،حيث كانت القوات العسكرية الأمريكية تواجه صعوبة كبيرة في إسقاط الطائرات الألمانية التي كانت تراوغ بسرعة كبيرة ، وأسندت مهمة حل المشكلة إلى العالم نوربرت فيينر مع فريق من العلماء من مختلف التخصصات كالطب ، الرياضيات ،علم النفس ،وغيرها ,,,وتمكن توربت فيينر من إنشاء جهاز مكون من مدفعية أرضية وآلة حاسبة ،حيث يتم تزويد الآلة الحاسبة بمعلومات مستمرة حول موقع الطائرة ومن تم يتم الكشف عن موقعها اللاحق ، وكانت هده بداية السيبرنطيقا التي تقوم على التغدية المرتدة أو رجع الصدى ، أو رد الفعل . من خلال هده الفكرة قام نوربرت فيينر بتطوير أبحاثه والوصول إلى البرمجة الآلية من الجيل الأول للسيبرنطيقا والتي تقوم على الفعل ورد الفعل ،وحاول تطبيق هده الفكرة على الإنسان قصد التحكم في الإنسان وتوجيهه بناءا على الأفعال ردود الأفعال ،وظهر ما يعرف بالسيبرنطيقا الإجتماعية ، غير أن نوربرت فيينر سرعان ما اكتشف أن الإنسان معقد في سلوكاته وردود أفعاله ،مما دفعه مجددا إلى العمل على تطوير أبحاثه والوصول إلى الجيل الثاني من السيبرنطيقا ،حيث ظهرت الآلات الدكية التي لها عدة ردود أفعال . إن مفهوم السيبرنطيقا يعني التحكم والضبط ،إستنادا إلى المعنى اللغوي اللاتيني للمصطلح والدي يعود إلى kubernetike وهو المصطلح الدي أطلقه أفلاطون على موجه السفينة ،والسيبرنطيقا كما سبق الدكر تقوم على التغدية المرتدة من خلال متابعة وضع ما خلال فترات زمنية معينة لتحديد الوضع اللاحق ، أي أنها تقوم أساسا على المعلومة ،وعليه نجد أن هناك السيبرنطيقا تتداخل مع وسائل الإعلام من حيث المبدأ الدي هو المعلومة ومن حيث الهدف الدي هو التحكم والضبط ،وكل من السيبرنطيقا ووسائل الإعلام يشكلان ظاهرتين مهمتين تلعبان دور رئيسي في تحديد وتوجيه السلوكات الإجتماعية . فقد قام ماكلوهان بتقسيم مراحل المجتمع البشري وفق الوسيلة الرئيسية المستخدمة في نقل المعلومات إلى ثلاث مراحل :مرحلة الإتصال الشفوي ، مرحلة المطبوع بظهور الطباعة على يد جوتنبرغ عام 1436،وأخيرا مرحلة العقول الإلكترونية والمعلومة الرقمية . ودهب ماكلوهان إلى اعتبار وسائل الإعلام امتداد للحواس الإنسانية ، حيث يعتمد الإنسان خلال إتصاله بالعالم المحيط على وسائل الإعلام ، وبالتالي فوسائل الإعلام هي جزء لا يتجزأ من الإنسان، حيث انه يستخدمها في إدراكه لما حوله ، وما لا تنقله وسائل الإعلام فهو غير موجود ويتدعم موقف مكلوهان من خلال الفرنسي بوردو ،فحسب هدا الأخير التلفزيون ليس مجرد أداة لتقديم التسلية والثقافة ، إنما هو أداة للضبط والتحكم الاجتماعي ، وفقا للمصطلح الذي يستخدمه بوردو فالتلفزيون أداة للعنف الرمزي، لأن مشاهدة التلفزيون ستؤدي إلى اكتساب معاني وأفكار ومعتقدات وصور رمزية حول العالم الذي يقدمه التلفزيون بعيدا عن العالم الحقيقي أو الواقعي ، بمعنى آخر فإن التلفزيون يقود إلى بناء اعتقاد حول طبيعة العالم الاجتماعي من خلال تقديم الصور النمطية ووجهات النظر المنتقاة التي يتم وضعها في الأخبار والأعمال التلفزيونية ، والأحداث التي لا يعرفها التلفزيون هي أحداث لا وجود لها. وعليه نجد أن هناك قواسم مشتركة بين كل من السيبرنطيقا ووسائل الإعلام ، حيث أن كل منهما يقوم على المعلومة ، وكل منهما يسعى للتحكم والضبط ، كما أن هناك علاقة تبادلية بينهما ،حيث تطرح السيبرنطيقا التقنيات المتطورة المستخدمة في وسائل الإتصال في نفس الوقت تكون الوسية الإعلامية بمتابة آلية من آاليات التحكم السيبرنطيقي.

ISSN: 2311-5181

عناصر مشابهة