المؤلف الرئيسي: | البياتي، نور سعد محسن (مؤلف) |
---|---|
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): | Muhsin, Noor Saad |
مؤلفين آخرين: | النقيب، مرتضى حسن (مشرف) |
التاريخ الميلادي: |
2006
|
موقع: | بغداد |
التاريخ الهجري: | 1427 |
الصفحات: | 1 - 251 |
رقم MD: | 527122 |
نوع المحتوى: | رسائل جامعية |
اللغة: | العربية |
الدرجة العلمية: | رسالة ماجستير |
الجامعة: | جامعة بغداد |
الكلية: | كلية الاداب |
الدولة: | العراق |
قواعد المعلومات: | Dissertations |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
الناشر لهذه المادة لم يسمح بإتاحتها. |
المستخلص: |
استعرضنا في الفصول السابقة تطور المذهب الاشعري في خراسان ، وركزنا بشكل مفصل على كيفية انتقال هذا المذهب من بغداد التي نشأ فيها على يد الامام أبي الحسن الاشعري الى خراسان خلال النصف الثاني من القرن الثالث والربع الاول من القرن الرابع الهجريين / التاسع والعاشر الميلاديين وما بعدهما ، كذلك تعرضنا الى ابرز المحطات في حياة مؤسس المذهب أبي الحسن الاشعري بين وقتي اقترانه بمدرسة الاعتزال وانشقاقه عنه الذي حددناه بسنة ( 300هـ / 912م ) ، وقد شملت نسبه وتحصيله العلمي ومكانته العلمية واشهر مصنفاته ، وتناولنا ايضاً عقائد المذهب الاشعري التي جاء بها الاشعري فضلاً عن آراء رموز الاشاعرة من بعده امثال أبي بكر الباقلاني ( ت403هـ / 1012م ) وأبي المعالي الجويني ( ت478هـ / 1085م ) ، كذلك تابعنا مكانة المذهب الاشعري في خراسان من خلال التعرف على اشهر شخصياته التي اسهمت في نشر عقائد المذهب وتطويره بين الخراسانيين ، كذلك قمنا بتحليل حادثة المحنة مثلما وردت في مصنفات الشافعية – الاشعرية ، وابرز مظاهرها السياسية والدينية بخراسان بقدر تعلق الامر بالشافعية والاشعرية والكرامية وما رافقها من اجراءات ادارية لسلطات السلاجقة بحق الشافعية والاشاعرة في نيسابور ، ومن خلال تحليلنا للمعلومات الواردة في تلك المصنفات توصلنا لعدة نتائج :- - ان الاشعرية بوصفها فرقة كلامية اسلامية من متكلمي السنة ظهرت في بداية القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي ، في بغداد على يد الامام أبي الحسن الاشعري ، الذي كان معتزلياً لاربعين عاماً ثم رجع عن الاعتزال ، وقد تنوعت آراء المؤرخين في اسباب رجوعه عن الاعتزال ، ففي حين يرى ابن الجوزي انه " عَنَ له ترك الاعتزال نرى ابن عساكر يتمسك برواية اخرى تتمثل برؤيا حصلت للاشعري راى فيها النبي ( صلى الله عليه وسلم ) يأمره بنصرة المذاهب المروية عن اهل الحق ، في حين نرى مصادر اخرى ترجع مبادرة ترك الاشعري للاعتزال الى المناظرة التي جرت بينه وبين استاذه الجبائي التي يقال بأنها انتهت بتفوق الاشعري ، ويمكن القول ان سبب ترك الاشعري للاعتزال حالة الشك التي رافقت حياته الفكرية من جراء عجز الاعتزال في الاجابة عن كثير من تساؤلاته التي كانت تظهر له اثناء الدرس خلص فيها الى وجود قصور في جوانب مذهب الاعتزال الذي يتبعه مما حدا به ان يدرس ويبحث ماهيتها وجوهرها حتى توصل الى تأسيس مذهب جديد هو المذهب الاشعري - على الرغم من نشوء المذهب الاشعري في حاضرة الخلافة العباسية ، الا ان بغداد لم تصبح يوماً ما قاعدة للاشاعرة ولم يتوفق هذا المذهب في الانتشار بين البغداديين ، ويمكن تعليل ذلك بان هذا المذهب لم يحظ بابرز ما يوفر البيئة الخصبة للانتشار رغم ادعائهم بانهم يمثلون مذهب اهل السنة ورغم الثقل الذي قدمه نظام الملك للاشاعرة ، الذي جوبه بالمقاومة الشديدة من لدن الحنابلة ، بدعم من سلطات دار الخلافة . - لقد تضافرت عدة عوامل على نمو وتبلور هذا المذهب ، ومن ابرز هذه العوامل :- 1. القابلية التي تمتع بها ابو الحسن الاشعري ( 331هـ / 942م ) في الجدل والمناظرة وبدا ذلك جلياً من خلال تغلبه على استاذه الجبائي . 2. توسط الاشاعرة في الاراء ، فمثلاً توسطهم بين المعتزلة زالحنابلة في مسألة خلق القران ، وتوسطهم بين المعتزلة والجبرية في خلق الافعال ، فهم حاولوا التوسط والتوفيق بين الاراء المتشددة . 3. اعتماد الاشاعرة على البراهين والدلائل العقلية والكلامية واستخدامها كوسيلة في محاججة خصومهم من المعتزلة والفرق الدينية الاخرى ، حيث ان الاشاعرة استطاعوا ان يتفوقوا على خصومهم المعتزلة بتبني ذات الاسلوب المعتمد على العقل والمنطق . 4. لقد مر المذهب الاشعري باطوار ومراحل متعددة وتهيأ له علماء اشداء اجتهدوا في توسيع دائرته واقناع المسلمين بانه المذهب اهل الحق ، وقاموا بنقله من بغداد الى نيسابور ونشره بين الخراسانيين ، ومن ابرز هؤلاء العلماء ابو بكر الباقلاني ( ت403هـ / 1012م ) وابو بكر بن فورك ( ت406هـ / 1015م ) وابو اسحق الاسفراييني ( ت418هـ / 1027م ) وابو القاسم القشيري ( ت465هـ / 1072م ) وابو المعالي الجويني ( ت478هـ / 1085م ) الذين طوروا مذهب الاشعري ودافعوا عن عقيدته بالادلة والبراهين العقلية والشرعية . ومن ابرز الامثلة على انتشار هذا المذهب في خراسان هو بقاء احد اكبر اعلام الاشاعرة أبي سهل الصعلوكي ( 369هـ / 979م ) يدرس ويفتي لاكثر من ثلاثة عقود في هذه المنطقة مما يدل على قوة هذا المذهب ومدى تقبل الناس له وتمسكهم به . 5. لقد كان انشاء المدارس النظامية على يد الوزير نظام الملك الطوسي ( 456 – 485هـ / 1063 – 1092م ) من الاسباب غير المباشرة في نمو هذا المذهب ، فالى جانب الوظيفة الاساسية لهذه المدارس المتمثلة في تدريس مختلف العلوم الفقهية ، فانها ساعدت بشكل غير مباشر في نشر هذا المذهب عن طريق مجالس الوعظ فيها ، مما مثل شكلاً من اشكال رعاية الدولة لهذه المذاهب . - تعرض مذهب الاشعرية في الربع الثاني من القرن الخامس الهجري / الحادي عشر الميلادي ، الى انتكاسة مهمة في مركز قاعدته الجديدة تمثلت بحرمان اتباع هذا المذهب من معظم الوظائف الدينية العائدة لهم في نيسابور باسم اصحاب الشافعي ومن ابرزها رئاسة البلد والخطابة في الجامع بعد الصلاة واعطاؤها لرجال من ائمة الحنفية المتهمين بالاعتزال ، وقد كان وراء هذه السياسة ضد الاشعرية الوزير ابو نصر الكندري خلال وزارته ( 445 – 455هـ / 1053 – 1063م ) الذي نفذ سياسة اسلافه من وزراء السلاجقة عند مجيئهم للحكم في ( 432هـ / 1040م ) امثال أبي القاسم الجويني وأبي عبد الله الحسين بن علي رئيس الرؤساء مع ان مؤرخي الاشاعرة ينسبونها للكندري ، مع انه يمكن القول بان الكندري اختلف عن سابقيه من الوزراء في انه بالغ في اتباع سياسة التعصب هذه تجاه الفرق والطوائف غير المؤيدة للسلطنة وقد نتجت عن هذه السياسة محنة كبيرة عصفت باتباع هذا المذهب ارتبطت بوزارة الكندري ، مع ان هذه المحنة جاءت الى نهايتها حتى قبل وقت نهاية ادارة الكندري ومقتله ، اما مؤرخوا الشافعية – الاشعرية فينسبون وقف المحنة الى وقت ارتقاء الوزير الشهير نظام الملك دفة الوزارة الذي شهد عهده فترة ازدهار واضحة لاتباع هذا المذهب من لاشافعية – الاشعرية الا انه لا جدال ان المحنة التي تعرض لها الاشاعرة في خراسان لم تكن الا نتيجة لسياسة التعصب المذهبي التي انتهجها السلاجقة في بداية حكمهم وموقف الشافعية والطائفة الاشعرية المناوئ منها خاصة بعد الاجراءات التي قربت رجال وائمة الحنفية باتجاه السلطنة امثال علي الصندلي والقاضي ابن صاعد وغيرهما ، فيما اضطهد رجال المذاهب الاخرى من الشافعية – الاشعرية والكرامية حتى وقت مجيء نظام الملك الذي عكس تلك السياسة بتقريب رجال الشافعية ومعاقبة المسؤولين من مرتكبي الفتنة – الحنفية – المعتزلة – حتى وقت تدخل السلطان الب ارسلان وتعديل تلك السياسة لصالح الفريقين من المذاهب المعترف بها رسمياً من قبل السلطنة وهي كل من الشافعية والحنفية . |
---|