المستخلص: |
تناول الباحث فى هذه الرسالة "دور العلماء المسلمين فى مرو فى خدمة الحضارة الإسلامية منذ منتصف القرن الثالث حتى نهاية القرن الرابع الهجرى. ولإنجاز هذا البحث قمت بتقسيمه إلى مقدمة وتمهيد وخمسة فصول وخاتمة. وجاء الفصل التمهيدى مدخلاً للبحث عالجت فيه الموقع الجغرافى لمدينة مرو وأوضحت أهميته داخل إقليم خراسان كما تحدثت عن البعد التاريخى لمدينة مرو قبل الإسلام منذ عهد الدولة الفيشداذية حتى نهاية الدولة الساسانية. وتناولت التطور الذى حدث فى خطط مدينة مرو منذ منتصف القرن الثالث حتى نهاية القرن الرابع الهجرى ذلك التطور الذى لمس الأجزاء الأساسية بالمدينة مثل الربض والقهندذ والمركز التجارى والشهرستان، كما نوهت بذكر أهم الأعمال التابعة لمدينة وختمت الفصل بالحديث عن الفتح الإسلامى لمدينة مرو. وتناولت فى الفصل الأول التطور السياسى لمدينة مرو منذ منتصف القرن الثالث حتى نهاية القرن الرابع الهجرى حيث تحدثت فيه عن وضع مدينة مرو تحت حكم الدولة الطاهرية باعتبارها أولى الدولة المستقلة فى إيران عن الخلافة العباسية. كما عرضت لملحمة الصراع التى دارت بين الصفاريين والسامانيين والتى انتهت بدخول مدينة مرو حظيرة الدولة السامانية راضية مرضية كذلك تحدثت عن وضع مدينة مرو فى ظل الحكم الغزنوى, وذكرت أهم الأعمال التى وقعت فى عهد الغزنويين ودخول مرو فى دائرة الصراع السياسي بين الغزنويين والسلاجقة حتى استولى عليها السلاجقة وجعلها جغرى بك السلجوقى عاصمة لحكمه وتحدثت فى الفصل الثانى عن إسهامات علماء مدينة مرو فى مجال العلوم النقلية, فعرضت لأعلام مدينة مرو الذين نبغوا فى علم الحديث وجهودهم الحثيثة فى خدمة السنة المطهرة, كما عنيت بإبراز الدولة الهام الذى اضطلع به فقهاء مدينة مرو فى العناية بعلم الفقه ولاسيما الفقه الشافعى, حيث كان لهم شرف حمله ونشره فى إقليم خراسان ومصنفاتهم تدل على إمامتهم فى هذا العلم. وتحدثت عن أشهر علماء التفسير الذين نبغوا فى مدينة مرو. وعرضت للعملية التعليمية التى كان يتم بها تدريس هذا العلم فى مدينة مرو التى تدل على توافر الأمانة العلمية عند علماء مدينة مرو فى هذا النوع الهام من العلوم النقلية وختمت الفصل بالحديث عن علم التصوف فى مدينة مرو, حيث كان للتصوف وضعاً خاصاً فى مدينة مرو التى استقبلت العديد من أقطاب التصوف الإسلامى مما كان له أكبر الأثر فى ازدهار التصوف بالمدينة. وتناولت فى الفصل الثالث إسهامات علماء مدينة مرو فى مجال علوم اللغة العربية وآدابها, فذكرت أشهر علماء اللغة بالمدينة وأبرز النحاه الذين خرجوا منها كما عرضت بالشرح والتحليل لوضع الشعر فى مدينة مرو منذ الدولة الطاهرية حتى نهاية الدولة الغزنوية, وأوضحت الدور الهام للشعراء المراوزة فى ازدهار الشعر الفارسى الإسلامى. وأفردت الفصل الرابع لدراسة إسهامات علماء مدينة مرو فى مجال العلوم العقلية, فبدأت بعلم الطب وتحدثت عن المناخ الذى أتاح لهذا العلم أن يزدهر فى مدينة مرو, كما نوهت بعملية تدريس الطب بالمدينة. وتكلمت عن علم الفلك وأبرز علماء مرو فى هذا العلم وما تركوه وراءهم من مصنفات تدل على نبوغهم فى علم الفلك وعلم الرياضيات وبخاصة علم الحساب المثلثات الذى يشكل رابطة هامة مع علم الفلك, كما تحدثت عن الفلسفة ووضعها بمدينة مرو خلال فترة الدراسة وأشهر فلاسفة مرو وختمت الفصل بالحديث عن مؤرخى مدينة مرو الذين اهتموا بتسجيل تاريخ مدينتهم وعلمائها أو تاريخ خراسان بصفة عامة. وخصصت الفصل الخامس لتوضيح العلاقات العلمية بين علماء مدينة مرو وبين مراكز الحضارة الإسلامية تأثيراً وتأثراً, وبينت أن العلاقة بين علماء مدينة مرو وبين علماء المسلمين فى مختلف مراكز الحضارة الإسلامية كانت علاقة تأثير وتأثراً. وقد شملت تلك العلاقات حواضر خراسان الهامة مثل نيسابور وبلخ ونسا وترمز وقزوين وغيرهما, كما شملت مراكز الحضارة الإسلامية المعروفة فى تلك الفترة مثل بغداد والشام واليمن ومصر. أما الخاتمة فقد خصصتها لإيضاح أهم النتائج التى توصلت إليها فى هذا البحث, ثم ألحقت بها قائمة المصادر والمراجع وبعض الخرائط والصور والأشكال التى ساهمت فى إبراز معالم الدراسة.
|