المستخلص: |
تعد الإنترنت أهم ملامح العصر الجديد وأعظم طفرة فى ثورة الاتصالات والمعلومات , وأبرز أدوات الغرب فى قيادة العالم , فقد فرضت نفسها على الساحة العلمية والثقافية والاقتصادية , وحولت العالم مترامي الأطراف إلى قرية كونية صغيرة ذابت فيها الحدود الجغرافية والسياسية . وقد صاحب انتشار الإنترنت كثيرا من الآثار فى مختلف المجالات , ففي مجال الصحة أسهمت فى اتخاذ القرار الطبي السليم , وفى مجال الإدارة أدت إلى تحسن فى أداء الوظائف الإدارية , وفى مجال التعليم والبحث العلمي ذللت كثيرا من الصعوبات التى تواجه الباحثين فى الحصول على المادة العلمية . كما أنها لعبت دورا ملحوظا فى نشر الثقافة الإسلامية , كما حملت الإنترنت بعض الآثار السلبية التى تمثلت فى محاولات تشويه الثقافة الإسلامية والتشكيك فى مصادر تشريعها , ونشر الثقافة الاستهلاكية , وزيادة العزلة الاجتماعية وتعميق الطبقية ونشر الإباحية الجنسية وتأجيج التعصب بكافة أنواعه . ويبرز أمام هذه الآثار سواء الايجابية أم السلبية الناجمة عن استخدام الإنترنت دور التربية فى تعزيز ايجابياتها وعلاج سلبياتها من اجل الحفاظ على الهوية الثقافية للمجتمع وإعداد جيل قادر على التعامل مع التحديات العالمية المعاصرة . مشكلة الدراسة تمثلت مشكلة الدراسة فى تحديد أهم الآثار الثقافية والاجتماعية الناجمة عن استخدام الإنترنت وتحديد دور التربية بمؤسساتها المتعددة تجاه هذه الآثار. وتحددت أسئلة الدراسة فى : 1- الأسس الفكرية لاستخدام الإنترنت ؟ 2- ما واقع استخدام طلاب الجامعة للانترنت ؟ 3- ما أأهم التحديات التى تواجه الثقافة العربية وعلاقتها بالإنترنت ؟ 4- ما أهم الآثار الثقافية الناجمة عن استخدام الإنترنت ؟ 5- ما دور مؤسسات التربية تجاه الآثار الناجمة عن استخدام الإنترنت ؟ أهمية الدراسة تتلخص أهمية الدراسة فى النقاط الآتية : 1 – توعية أفراد المجتمع بأهم الآثار الناجمة عن استخدام الإنترنت . 2-تفعيل دور مؤسسات التربية فى مجابهة الآثار الثقافية الناجمة عن استخدام الإنترنت 3 – يفيد هذه الدراسة المربين وواضعى المناهج فى التعرف على الآثار الناجمة عن استخدام الإنترنت , مما يساعد فى تعزيز ايجابياتها ومعالجة السلبيات . أهداف الدراسة : تهدف هذه الدراسة إلى تحديد : 1- الأسس الفكرية لاستخدام الإنترنت 2- واقع استخدام طلاب الجامعة للانترنت 3- أهم التحديات الثقافية وعلاقتها بالإنترنت 4- أهم الآثار الثقافية الناجمة عن استخدام الإنترنت 5- دور التربية تجاه الآثار الناجمة عن استخدام الإنترنت منهج الدراسة استخدم الباحث فى هذه الدراسة المنهج الوصفي الذى يعد من انسب المناهج لهذه الدراسة , نظرا لان هذا المنهج يبحث فى طبيعة الظاهرة ويقوم بتحليلها وبيان العلاقة بين مكوناتها. حدود الدراسة تشمل حدود الدراسة الحدود الآتية : الحدود البشرية: اقتصرت الدراسة الحالية على عينة من طلاب الجامعات المصرية بلغ قوامها 600 طالب. الحدود المكانية :اقتصرت الدراسة الحالية على ثلاث جامعات هى جامعة ين شمس وجامعة المنصورة وجامعة جنوب الوادى. فصول الدراسة اشتملت الدراسة على سبعة فصول هى: الفصل الأول : الإطار العام للدراسة الفصل الثانى: الأسس الفكرية لاستخدام الإنترنت الفصل الثالث : التحديات الثقافية وعلاقتها بالإنترنت الفصل الرابع : الآثار الثقافية لاستخدام الإنترنت الفصل الخامس : إجراءات الدراسة الميدانية الفصل السادس : واقع الآثار الثقافية لاستخدام الإنترنت الفصل السابع : ملخص نتائج الدراسة وتوصياتها . نتائج الدراسة أسفرت الدراسة عن النتائج الآتية: أولا: آثار الإنترنت في الثقافة الإسلامية: أظهرت الدراسة أن الإنترنت حملت بعض الآثار الايجابية للثقافة الإسلامية , تمثلت في الاهتمام بمصادر الشريعة الإسلامية, كما أنها أسهمت بدور واضح فى تطوير الخطاب الديني, ونشر أفكار الحركات الإسلامية, والتعريف بمشكلات الأقليات الإسلامية , وأأهم مشكلات المرأة المسلمة ,كما أفرزت الإنترنت بعض الآثار السلبية تمثلت فى محاولات تشويه الثقافة الإسلامية من خلال محاولات تحريف القران الكريم , ونشر الأحاديث الضعيفة والإسرائيليات , كما أنها أسهمت فى تأجيج التعصب الديني. وقد أظهرت نتائج الدراسة الميدانية أن الإنترنت تحمل بعض الآثار المحدودة على الثقافة الإسلامية, تمثلت فى تنمية الثقافة الفقهية من خلال التعرف على الأحكام الفقهية والفتاوى , كما أنها تسهم فى تنمية الوعي بالقضايا التى تواجه الأمة الإسلامية , و جهود علماء المسلمين عبر مختلف العصور إضافة إلى تنمية الوعي بمشكلات المراة المسلمة . كما أوضحت الدراسة الميدانية عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطى استجابات عينات جامعة عين شمس وجامعة المنصورة وجامعة جنوب الوادى فى الآثار الناجمة عن استخدام الإنترنت فى الثقافة الإسلامية . ثانيا :الآثار اللغوية لاستخدام الإنترنت : تمثلت أهم الآثار اللغوية لاستخدام الإنترنت فى نشر اللغة العربية الفصحى , والتنمية اللغوية , والتغلب على الخوف اللغوى, والتقريب بين اللهجات العربية, , أما الآثار السلبية فتمثلت فى الثنائية اللغوية فى ظل هيمنة اللغات الأجنبية على صفحات الإنترنت , والازدواجية اللغوية المتمثلة فى الصراع بين اللهجات المحلية واللغة الفصحى, والتغير اللغوى. وقد أوضحت الدراسة الميدانية أن أهم الآثار اللغوية الناجمة عن استخدام الإنترنت تمثلت فى التنمية اللغوية, والتقريب بين اللهجات ,وتخفيف الخوف اللغوى, أما عن الآثار السلبية فتمثلت فى الثنائية اللغوية من خلال استخدام اللغة الانجليزية بكثرة والازدواجية اللغوية من خلال استخدام اللهجات العامية كما أوضحت الدراسة الميدانية عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطى استجابات عينات جامعة عين شمس وجامعة المنصورة وجامعة جنوب الوادى فى الآثار اللغوية الناجمة عن استخدام الإنترنت . ثالثا : الآثار الخلقية لاستخدام الإنترنت : تمثلت أهم الآثار الخلقية الناجمة عن استخدام الإنترنت فى الايجابية والمشاركة الفعالة ,وتنمية الإحساس بالحرية ,أما عن أهم الآثار السلبية الناجمة عن استخدام الإنترنت, فقد تمثلت فى الإباحية الالكترونية , والتشهير والكذب والتجسس وتهديد الخصوصية الفردية , وتشجيع الانتحار , والسرقة , وتشجيع تعاطى المخدرات ولعب الميسر. وقد أظهرت نتائج الدراسة الميدانية أن الإنترنت تحمل بعض الآثار المحدودة على القيم الخلقية , والتى تمثلت فى الايجابية والمشاركة الفعالة , والالتزام بآداب الحوار مع الآخرين ونشر معلومات صادقة عبر الإنترنت. كما أوضحت الدراسة الميدانية عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطى استجابات عينات جامعة
|