المستخلص: |
إن من حكمة الله أن يكون الحق والباطل في خلاف دائم وصراع مستمر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها . وقد كان اليهود يحاربون الأنبياء والمرسلين وكانوا يقتلون بعضهم, ويعصون أوامر بعض , واستمر دأبهم هذا بعد ما جاء الإسلام فقد حاولوا صد الدعوة الإسلامية , ومحاربتها بكافة الوسائل , ولا تزال محاولاتهم مستمرة ,فهم يحاولون السيطرة على العالم , ويحاولون نشر دينهم بين المسلمين ,أو على الأقل إخراج المسلمين من دينهم , من خلال نشر الرذيلة , وإشاعة الفتن ,وغيرها الكثير . ولهم أيضا خطط وأطماع في العالم العربي والإسلامي , لاسيما الخليج العربي , الذي لهم فيه مطامع اقتصادية ودينية وتوسعية . واليهود أيضا لهم يد في الإعلام العالمي فهم يسيطرون على كثير من الشبكات الإعلامية الكبرى , ويحاولون تشويه صورة المسلمين للعالم , وتغيير الحق الى باطل والباطل الى حق ,وهم أيضا يحاولون إشعال الفتنة المذهبية والطائفية بين المسلمين . هذا عن اليهود أما التنصير فهو قيام مجموعة من المنصرين باحتلال منطقة معينة ، والعمل على تنصير سكانها ، وإنشاء كنيسة وطنية تؤول مسؤوليتها الإدارية والمالية تدريجياً للأهالي الذين يقومون بدورهم بنشر النصرانية في المناطق التي لم يصل إليها المنصرون . ومن ابرز شخصياتها صمويل زويمر والقس الإسباني "ريمون لول" وهو أول من تولى مهمة التنصير بعد فشل الحروب العسكرية الصليبية في مهمتها . وقد استغل المنصرون وسائل التنصير الثالوث وهو, العلم في المدارس والكليات والجامعات, والغذاء , والدواء من خلال التطبيب والتمريض خدمة للتنصير. وهم بذلك يحاولون تنصير المسلمين: أي جعلهم نصارى يدينون بالدين المنسوب زوراً وبهتاناً إلى المسيح عيسى بن مريم . ويحاولون إخراج المسلمين من دينهم أو التذبذب فيه: بحيث يصبح المسلم بعيداً عن دينه في أخلاقه وعاداته الاجتماعية، بعيداً عن ثقافته وفكره الإسلامي، يخلو قلبه وعقله من العقيدة والحمية للدين . وقد استغل المنصرون وسائل الإعلام من خلال الوسائل السمعية , والوسائل البصرية , والوسائل المكتوبة (المطبوعة) وقد استغل المنصرون الانترنيت. وقد حاول المنصرون نشر النصرانية في العالم الإسلامي ,وقد ذكرت محاولاتهم في إفريقيا ,وفي الخليج العربي, وفي جنوب شرق آسيا . هذا عن التهويد والتنصير أما الدعوة الإسلامية فهي تبليغ الناس جميعاً دعوة الإسلام وهدايتهم إليها قولاً وعملاً في كل زمان ومكان بأسـاليب ووسائل خاصة تتناسب مع المدعوين على مختلف أصنافهم وعصورهم وثقافاتهم . وللدعوة الإسلامية فضلها وأهميتها ووجوب تبليغها فالدعوة إلى الله عز وجل ليست اختيارًا إنما هي واجب وتكليف على كل مسلم ومسلمة كل حسب طاقته ، لا مفر من القيام به ، فقد قال النبي (بلغوا عني ولو آية) ولهذا فإن الدعوة إلى الله عز وجل ليست حكرًا على جهابذة العلماء والخطباء وكبار الدعاة إلى الله بل كل مسلم ومسلمة مطالب بالدعوة من خلال البذل والعطاء والتضحية ، حسبما أوتي من إمكانات وقدرات مادية ومعنوية ، فمنهم الممارس للدعوة بنفسه ، و منهم المساهم بماله ، ومنهم المساهم بقدراته وفكره . ومما يجب على المسلمين الاهتمام به الإعلام الإسلامي: فالإعلام الإسلامي هو الإعلام العام غير المتخصص لمجتمع مسلم أو دولة مسلمة، أو حكومة مسلمة، والمجتمع الإسلامي الذي يطبق الشريعة الإسلامية مجتمع شمولي من حيث العقيدة، ومتكامل من حيث التنظيم، والإعلام فيه لابد أن يعكس شمول العقيدة وتكامل البناء الاجتماعي, ومن ثم فإن كل شيء فيه إسلامي بدءًا من المزاح وحتى مواجهة الموت. ثم إن من أسباب ضعف الدعوة الإسلامية هنالك عوامل داخلية وهي :-الفتور والاستهانة بالمشتبهات ,وعدم الغيرة على محارم الله,و ضعف رابطة الأخوة الإيمانية ,والابتعاد عن العلم الشرعي, والاشتغال بالدنيا,و ضعف المراقبة والمحاسبة ,ومسايرة الناس في أهوائهم ,وعدم وجود قدوة لهم . أما الأسباب الخارجية لضعف الدعوة الإسلامية فهي:- اتفاق اليهود والنصارى على صد الدعوة الإسلامية, الاستعمار والتقسيم للدول الإسلامية ودوره في التضعيف والتضييق على عمل الدعاة , وجرائم اليهود والنصارى بحق المسلمين عبر التاريخ. وللنهوض بالدعوة الإسلامية فان كل مخلص من أبناء الأمة الإسلامية يحترق قلبه ألماً ويتحرق فؤاده غَيْرَة، بسبب ما تمر به الأمة اليوم من ضعف مادي وخوار فكري، وتكالب من الأمم عليها من خلال انتهاك حرماتها، والاستهانة بدمائها، واحتلال لأراضيها، ونهب لخيراتها، وتشريد لإنسانها، وتقتيل لأطفالها. وللنهوض بها بداية بالتمسك بالعقيدة الإسلامية ثم, بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, ثم بالدعوة إلى البذل والعطاء والتضحية والفداء, وأيضا بالدعوة إلى تعميق الهوية الإسلامية, وبمخاطبة الناس على حسب عقولهم وبدعوتهم بالحكمة ,أو بالموعظة ,أو بالجدال الحسن. ثم الدعوة إلى وحدة الصف والكلمة التي أمرنا الله بها , وأيضا بالدعوة إلى الإعداد والتهيئة للفرد المسلم, سواء في البيت, أوفي المدرسة, أوفي الجامع , وبتحويل الإعلام من أداة للشر والرذيلة إلى أداة فعالة في نشر الخير ونشر الإسلام .
|