ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







المسرح الغنائي العربي وأثره في الموسيقى العربية

المصدر: شؤون عربية
الناشر: جامعة الدول العربية - الأمانة العامة
المؤلف الرئيسي: سحاب، فكتور (مؤلف)
المجلد/العدد: ع 122
محكمة: نعم
الدولة: مصر
التاريخ الميلادي: 2005
الشهر: صيف
الصفحات: 164 - 178
ISSN: 1687-2452
رقم MD: 55407
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: EcoLink
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

126

حفظ في:
المستخلص: في ختام هذا الاستعراض الوجيز لأهم آثار المسرح الغنائي في الموسيقي العربية، في أثناء زمن ازدهاره، وما تركه بعد انحساره وخموله من أثر في الأغنية السينمائية والفردية، لابد من ملاحظة أمرين أساسيين: -أن المسرح الغنائي العربي، حين أدخل في الموسيقي العربية الحاجة إلى التعبير، على نحو لم يكن معهودا في تراثنا الموسيقي حتى ذلك الحين، أدخل مع هذه الحاجة حافزا على ابتكارا أنواع وأشكال موسيقية لم تكن موجودة من قبله. لكنه أنشأ أيضا معيارا جديدا ضمن معايير جمال الموسيقي العربية. إذ لم يعد الطرب وأصوله المقياس الوحيد الذي تقاس به جودة الموسيقي والغناء العربيين، بل صار التعبير معيارا آخر إلى جانب الطرب. ويمكن إذن القول إن الطرب، إذا كان من باب الفن للفن، أي طلب الجمال لأجل الجمال في اللحن والغناء، فإن التعبير فتح بابا جديدا فصار على الموسيقي التعبيرية أن تقول شيئا ما للمستمع، فتروي له أو تمثل حدثا ما. وحدث في تاريخ الموسيقي الأوروبية الكلاسيكية أمر شبيه بهذا التبدل. إذ أن فلاسفة الفن في أوروبا، يرون أن الموسيقي الأوروبية في العصرين الباروك والكلاسيكي، كانت أقرب إلى فكرة الفن للفن، أو السعي في بلوغ الجمال المجرد في الموسيقي، من غير ما سعي إلى قول شيء أو فكرة أو رواية حدث ما. لكن هذا تبدل في أوائل القرن التاسع عشر، حين أخذت الموسيقي الكلاسيكية في أواخر عصر لودفيج فان بيتهوفن تعبر عن فكرة أو حدث. ودخل آنذاك التعبير الرومانسي أيضا في مضمون الموسيقي. وثمة فلاسفة يعتقدون أن هذا التبدل هو الذي أدخل الموسيقي الكلاسيكية الأوروبية في المسار الذي أقضي بها إلى الحائط المسدود الذي أمامها الآن. ولا أعتقد أن الموسيقي العربية أمام حائط مسدود الآن، بسبب دخول التعبير ضمن معايير جمالها إلى جانب الطرب، وإن كانت في أزمة. ذلك أن التعبير لم يلغ القدرة على الإطراب، ولا الحاجة إليه، مثلما تثبت أغنيات لا حصر لها جمعت الطرب في أعلي مراتبة إلى التعبير في أرقي أشكاله. أما أسباب أزمة الموسيقي العربية في رأيي، فهي مختلفة، وجلها يتعلق بالفلسفة التربوية والإعلامية العربية. - موضوع المسرح الغنائي العربي نموذج ممتاز لما نسميه اليوم "التثاقف بين العرب والغرب" لأنه موضوع نموذجي لدراسة ظاهرة التثاقف هذه. ذلك أن الذين سلكوا درب المسرح الغنائي، لم يستوردوا المسرح الغنائي الأوروبي كما هو، بل استلهموا الحاجة والدور، وأنشأوا مسرحا غنائيا عربيا في مواضيعه ومقامات موسيقاه وإيقاعات أغنياته ووسائل التعبير الخاصة فيه، وما إلى ذلك فأحدثوا جديدا قابلا للحياة والتطور، يغني ولا يلغي. وإذا لاحظنا بعمق، فسنلاحظ أن كل الموسيقيين الكبار الذين تركوا أثرا عميقا في هذا المجال، لم "يتثاقفوا" مع المسرح الغنائي الإيطالي من فراغ، بل كان معظمهم شيوخا مقرئين، أو أبناء شيوخ مقرئين، أي أنهم نشأوا في عمق التربة الحضارية الإسلامية العربية قبل أن يطلعوا على الحضارة الأوروبية الموسيقية. أما جميع الذين أقبلوا على الحضارة الموسيقية الغربية وهم غير مؤسسين في عمق ثقافتهم وحضارتهم العربية، فلم يبق أثر يذكر من أعمال أي منهم. وفي هذا درس لا أري أن ثمة أبلغ منه في توجيه المخططين للتربية العربية الموسيقية وغير الموسيقية.

ISSN: 1687-2452

عناصر مشابهة