المصدر: | شؤون عربية |
---|---|
الناشر: | جامعة الدول العربية - الأمانة العامة |
المؤلف الرئيسي: | العزاوي، دهام محمد (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع 124 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
مصر |
التاريخ الميلادي: |
2005
|
الشهر: | شتاء |
الصفحات: | 174 - 197 |
ISSN: |
1687-2452 |
رقم MD: | 55490 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | EcoLink |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
مما تقدم يتضح أن حالة عدم الاستقرار السياسي التي مر بها العراق منذ تأسيسه مطلع العشرينات من القرن المنصرم، قد ساهمت في عدم نضوج واستقرار مؤسسة الحكم وبالتالي عدم قيام تجربة سياسية قائمة على الانفتاح والحوار والقبول بالآخر، مما دفع بالتالي في انتعاش عوامل التطرف والإقصاء والانشغال عن بناء مشروع وطني متكامل لحل مشكلات الوحدة الوطنية وفي مقدمتها المسألة الكردية. وقد دفع اللجوء المستمر للقوة العسكرية وأدوات القهر الأخرى لحل تلك المسألة إلى إحداث قطعية مع آليات الحوار والتفاوض التي يمكن اللجوء إليها وقت الأزمات لإزالة الاحتقان والتوتر من الساحة السياسية. من جانب آخر ساهم اعتماد الحركة الكردية على بعض الأطراف الخارجية، ولا سيما الولايات المتحدة وإسرائيل، للضغط علي الحكومات العراقية في تبرير الاستخدام المفرط للقوة العسكرية لتحجيم تطلعات الأكراد القومية باعتبارها تطلعات مرتبطة بدوائر خارجية هدفها إضعاف العراق وتفكيك وحدته الوطنية، وفي ظل واقع الاحتلال الأمريكي للعراق بدأت قطاعات سياسية وشعبية عراقية كبيرة تأخذ على الحركة الكردية إصرارها على تحقيق مطالبها عبر الاستقواء بالدعم الأمريكي دون الالتفات إلى مصالح العراق العليا، ففي ظل انشغال غالبية العراقيين في البحث عن مخرج للتخلص من الاحتلال الأمريكي وتبعاته الثقيلة بدأ الأكراد يضغطون ويتحدثون عن همومهم الذاتية في الاستقلال وحق تقرير المصير والفيدرالية وتناسوا أن تلك المطالب باتت عامة ومشتركة لعموم العراقيين الذين ينبغي أن يتوحد مطلبهم جميعا في المقاومة بكل أبعادها لإجلاء القوات المحتلة والسعي لاستعادة السيادة والحرية وتقرير المصير والاتجاه لإعادة بناء العراق وتأهيل بنيته التحتية المدمرة وقد أخذ الاعتقاد يتكرس بأن الضغط الكردي للحصول على المطالب إنما يعكس واقع القوة السياسية والعسكرية التي تملكها الفصائل الكردية نتيجة للرعاية الأمريكية المؤقتة!! واستغلالا للظرف السياسي والعسكري المنهك الذي يمر به العراق نتيجة تدمير قواته العسكرية وتكبيل إرادته السياسية. وهو ما ولد ردة فعل لدي قطاعات شعبية وحزبية واسعة من الشعب العراقي أخذت تطالب بتغيير الكثير من المكتسبات القانونية والسياسية التي حصل عليها الكرد في المراحل اللاحقة للاحتلال الأمريكي. إن من المهم الإشارة إلى أن مستقبل المسألة الكردية في العراق لن تصنعه إرادة الاحتلال الأمريكي الذي طالما راهن سابقا على استخدام تلك المسألة كذريعة من ذرائع الاستهداف لوحدة العراق الوطنية، وإنما تصنعه الإرادة الوطنية المتحررة من سلبيات الماضي وآلياته المستبدة، إرادة وطنية تستند على الانفتاح والحوار والقبول بالآخر، إدارة تتسع للجميع دون إقصاء أو تهميش، وقطعا إن ذلك لن يحصل دون جلوس جميع أطياف الشعب العراقي ومكوناته على طاولة التلاقي والحوار الوطني، حوار يكون سقفه الوطن بكل ما يعنيه من هوية جامعة لكل أشكال التعدد المذهبي والعرقي في الساحة العراقية، حوار يسعي إلي تهذيب الآثار السلبية للتعدد وتطويعها سليما للدخول في خانة التوحد الوطني، ولا شك أن تلك مهمة معقدة وصعبة ينبغي أن يتحملها العراقيون جميعا ساسة ومثقفون ورجال فكر ومؤسسات المجتمع المدني، إذ أن العمل بات ضروريا لمنع معالم الانهيار في الهوية العراقية من التوسع وعلى نحو ينذر بحدوث كارثة الحرب الأهلية والتي يخسر فيها الجميع خياراتهم التي راهنوا عليها، وهو ما يعني البدء بتأسيس جبهة وطنية يشترك في بنائها العراقيون جميعا سواء المساهمون في السلطة أو البعيدون عنها، جبهة تشكل أرضية صلبة لحل جميع الإشكاليات التي تعانيها الوحدة الوطنية وفي مقدمتها عبء الاحتلال وسياساته التخريبية ومن ثم البدء ببناء دولة القانون والحرية والعدل والمساواة التي يشترك في بنائها الجميع، وتعيد للعراق عافيته الوطنية ودوره العربي والإقليمي. |
---|---|
ISSN: |
1687-2452 |