ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الهزيمة الميدانية لإسرائيل وعواقب تدهور الردع بعد العدوان على لبنان

المصدر: شؤون عربية
الناشر: جامعة الدول العربية - الأمانة العامة
المؤلف الرئيسي: ثابت، أحمد محمد (مؤلف)
المجلد/العدد: ع 127
محكمة: نعم
الدولة: مصر
التاريخ الميلادي: 2006
الشهر: خريف
الصفحات: 43 - 58
ISSN: 1687-2452
رقم MD: 55542
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: EcoLink
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

26

حفظ في:
المستخلص: من أهم نتائج العدوان الإسرائيلي على لبنان والذي استمر لأكثر من 33 يوما ما حدث من تدهور ملموس في العقيدة الإستراتيجية والقتالية للجيش الإسرائيلي وخاصة من زاوية التآكل الذي لحق بنظرية الردع التي طالما تفاخرت بها المؤسسة العسكرية. وتقوم هذه النظرية منذ قيام الكيان الصهيوني عام 1948 على ضرورة توجيه ضربة قوية ومهلكة للخصم وإلحاق أكبر تدمير ممكن به بما يقوده إلى عدم التفكير مرة أخرى في مواجهة إسرائيل، ويرتبط بذلك أهمية إيصال إدراك محدد لدى الخصم مفاده أنه سوف يتعرض لهزيمة مؤكدة إذا فكر في مهاجمة إسرائيل أو في الإخلال بحقائق ومعطيات الأمر الواقع الذي يعمل بالطبع في خدمة إسرائيل ويتميز بالحفاظ على التفوق المطلق النوعي في الأسلحة التقليدية إلى جانب التفوق أحادي الجانب في مجال احتكار إسرائيل الرادع النووي. والواقع أن نظرية الردع هذه تعرضت لبعض الشروخ عدة مرات من قبل وإن كان بوتيرة أقل حدة مما حدث من هزيمة ميدانية عسكرية لتل أبيب يفعل المقاومة الباسلة التي أيداها حزب الله إيان العدوان الذي بدأ في الثاني عشر من يوليو 2006. فمنذ الانسحاب الإسرائيلي من دون قيد أو شرط من الحزام الأمني في جنوب لبنان في مايو 2000 تعرضت المنطقة الشمالية من إسرائيل لهجمات رجال المقاومة بصواريخ الكاتيوشا أو التسلل إلى داخل مزارع شبعا اللبنانية المحتلة لأسر جنود إسرائيليين أو تدمير دوريات ومواقع عسكرية. واكتفت إسرائيل بالمناوشات المحدودة على الحدود. ثم جاءت العملية الفدائية النوعية التي قامت بها فصائل فلسطينية مقاومة بمهاجمة دبابة إسرائيلية وقتل ثلاثة جنود وأسر جندي في منطقة كرم سالم على مشارف غزة في الخامس والعشرين من مايو 2006. ومن جانب آخر، لم ينجم عن التطوير المستمر في مجالات التنسيق بين القوات المختلفة برية وجوية بالذات وتحديث القدرة القتالية والتركيز على جيش صغير متفرق نوعياً وبشكل مطلق على مختلف جيوش الدول العربية المجاورة على الأقل، ظهور براهين عملية عليه في أرض المعركة البرية التي جرت فيما لا يزيد عن عشرة كيلومترات فقط داخل الجنوب اللبناني. فقد قنعت قيادة الجيش بقدرة سلاح الجو وحده على تدمير سلاح المقاومة والبنية الأساسية لتنظيم حزب الله وإجبار قواته على الرحيل من الجنوب إلى شمال نهر الليطاني، ولما لم تحقق الضربات الجوية شيئا ذا تأثير ناجع عسكريا في قدرات وصواريخ المقاومة ومنصات إطلاقها المتحركة دوماً، وحققت فقط خسائر مروعة ودموية بحق المدنيين اللبنانيين والطرق والجسور والمباني والحافلات الناقلة للمساعدات الإغاثية والإنسانية، لجأت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية - وبعد أكثر من عشرة أيام من القصف الجوي الوحشي والهمجي الذي لم يحقق إنجازاً عسكريا يذكر- إلى حرب برية محدودة من أجل هدف واحد متواضع هو إسكات صواريخ حزب الله بالمقارنة بالأهداف الخيالية التي حددتها القيادة العسكرية والسياسية وهي أربع: توجيه ضربة قوية للحزب وتفكيك بنيته الأساسية ونزع سلاحه ودحره إلى شمال نهر الليطاني وتحرير الجنديين الأسيرين. ومن المعروف أن إسرائيل حصلت على دعم تام من إدارة الرئيس الأمريكي بوش الابن ومن بلير رئيس الوزراء البريطاني بأمل إقامة ما أسمته كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية شرق أوسط جديد، بعد إخفاق الإدارة الأمريكية في كل من أفغانستان والعراق. وقد تجلت مظاهر التصدع في نظرية الردع إلى جانب الأخطاء الإستراتيجية في تقدير قوة المقاومة اللبنانية في عدد من الشواهد والحقائق، وهو ما سيتم تناوله في هذه الدراسة.

ISSN: 1687-2452