المصدر: | شؤون عربية |
---|---|
الناشر: | جامعة الدول العربية - الأمانة العامة |
المؤلف الرئيسي: | مرسى، مصطفى عبدالعزيز (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع 129 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
مصر |
التاريخ الميلادي: |
2007
|
الشهر: | شتاء |
الصفحات: | 58 - 73 |
ISSN: |
1687-2452 |
رقم MD: | 55624 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | EcoLink |
مواضيع: |
الاحتلال الإسرائيلي
| العالم العربي
| حرب الخليج الثانية
| الهوية العربية
| الأمن القومي
| القضية الفلسطينية
| النظام العالمي الجديد
| النظم السياسية
| الأحوال السياسية
| الديمقراطية
| الولايات المتحدة الأمريكية
| السياسة الخارجية
| التضامن العربي
| إيران
| الأسلحة النووية
| الصراع العربي - الإسرائيلي
|
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
إن النظام العربي تعرض منذ ولادته لدورات متعاقبة من النهوض والانكسار، وبعض هذه الدورات كانت طويلة جدا وبعضها الآخر قصير المدى، ولكن هذا النظام العربي "المأزوم" لم يواجه في تاريخه حتى الآن حالة مماثلة كحالة الانكسار والاستباحة الراهنة، سواء من ناحية أدائه اليائس أو فقدان البوصلة والقدرة على التطوير المتواصل لمؤسسات قادرة على تحقيق توازن إيجابي بين النظام - أو العرب كجماعة سياسية دولية - والبيئة الإقليمية والدولية، الأمر الذي يجعل البعض يرى أن استعادة نهوض النظام العربي في المدى القرب يعد أمرا صعبا. فزيادة شعور أغلب الأنظمة بالضعف الداخلي أدى إلى زيادة الخشية من الخارج، والسعي لاسترضائه والأمل في حمايته. وبالمقابل تواصل استرخاص قيمة العمل العربي المشترك وافتقر لأبسط الأبعاد الاستراتيجية، وتراجع الاقتناع بجدواه، وهو وضع مؤسف للغاية. وآن الأوان لإدراك العواصم العربية أن العمل العربي المنفرد والاستمرار في اتباع توجيهات القطب الأوحد، أو الالتحاق بمعسكر الخصوم، لن يجدي في حماية أي نظام عربي عندما يحين دوره، وسيؤدي إلى مزيد من خروج إعادة هيكلة النظام العربي والعلاقات العربية-العربية من أيادينا، وسيزيد من حدة تدخل الأطراف الخارجية في صميم شئوننا. وإعادة الحياة والحيوية للعمل الجماعي العربي هو وحده الكفيل بتحجيم الوصاية الأجنبية، والضامن الحقيقي لبقاء الدول العربية وسلامتها الإقليمية. ولا تنبع الدعوة لتبني رؤى إقليمية ودوليه جديدة من الاعتقاد بضرورة مواجهة الولايات المتحدة أو التمرد عليها، فذلك أمر ربما لا قبل لنا به في تقدير البعض. ولكن مع انحسار القدرة الأمريكية وسقوطها في المستنقع العراقي وفشل سياساتها في منطقتنا، ونشوء فراغ يصعب على واشنطن أن تملأه، بعد أن أصبحت هي نفسها في حاجة ماسة إلى من يعاونها للخروج "بشرف" وللتغطية على فشلها الذريع ، يمكن للدول العربية أن تستفيد من هذه المستجدات والمتغيرات، لتوسيع هامش اختياراتها الإقليمية والدولية المستقبلة وتبني رؤى مغايرة. وعلى العرب أن يدركوا أنه في أي نقطة زمنية ستكون عملية استنهاض الوضع العربي من مأزقه، هو خلاصة مسار، مدرك وموجه ومستمر، يتعاظم إعادة بناء الداخل ساسياً واجتماعياً، وتحقيق التنمية الحقيقية للموارد البشرية، وإفساح المجال أمام المشاركة السياسية وصنع القرار، والسير بعملية الإصلاح السياسي كحاجة داخلية ملحة للنهوض تفرضها عملية تطوير المجتمع وتحديثه. كما لن يتحقق الخروج من المأزق العربي الراهن إلا إذا أدركت كل دولة عربية أن النظام العربي الراهن، رغم كل مظاهر ضعفه وتدهوره، فإنه الضامن الحقيقي لبقائها ولحماية شعبها وللحفاظ على سلامتها الإقليمية وثرواتها. وعلينا أخيراً في مواجهة الصورة القائمة الحالكة السواد لواقعنا السياسي والاقتصادي والاجتماعي، أن نطرح على أنفسنا وبجرأة لماذا؟ وإلى أين؟ وكيف السبيل؟ ويقع على عاتق المثقفين العرب مهمة المساعدة في البحث عن سبل مواجهة هذا الواقع وتغييره وإعادة التماسك من جديد للكيان العربي. وفي تقديرنا إن أسئلة استعادة النهضة لم يفت أوانها. فهل يستطيع الرأي العام العربي بشرائحه المتعددة، أن ينقذ الموقف العربي الرسمي من مأزقه الراهن ويحول دون انهياره؟. |
---|---|
ISSN: |
1687-2452 |