ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الصين والعرب : الواقع .. المشكلات .. والفرص

المصدر: شؤون عربية
الناشر: جامعة الدول العربية - الأمانة العامة
المؤلف الرئيسي: قنديل، حنان ماهر (مؤلف)
المجلد/العدد: ع 129
محكمة: نعم
الدولة: مصر
التاريخ الميلادي: 2007
الشهر: ربيع
الصفحات: 125 - 138
ISSN: 1687-2452
رقم MD: 55635
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: EcoLink
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

176

حفظ في:
المستخلص: يتضح لنا أن الصورة لم تكن مشرقة كذلك على الجانب العربي. والواقع أن جامعة الدول العربية قد التفتت أخيراً إلى ضرورة البدء في معالجة جوانب القصور والخلل في العلاقات العربية الصينية، وذلك عبر تأسيسها للمنتدى العربي الصيني في يناير 2004. وقد اشتمل هذا المنتدى على عدة آليات للتعاون العربي "الجماعي" مع الصين. ففي الجانب الاقتصادي تم الاتفاق على أن يفيد الصينيون من مزايا المناطق الحرة في المنطقة العربية، في مقابل السماح للعرب بتنمية الأقاليم الصينية الغربية التي تقيم بها أغلبية مسلمة. كما جرى التوافق أيضا على تحسين الميزان التجاري بين الدول العربية والصين، وتشجيع التعاون بين الشركات الصغيرة والمتوسطة في البلدين، وكذلك حفز العمل المصرفي المتبادل، وإنشاء خطوط ملاحية وجوية منتظمة ومباشرة بين المدن والموانئ العربية والصينية. أما في الجانب السياسي، فإن المنتدى قد أبرز المبادئ الملزمة للطرفين إزاء القضايا العالمية والإقليمية المرتبطة بمصالح كل منهما، وهي مبادئ ركزت من جديد على "اعتماد المفاوضات أسلوبا رئيسيا لحل الصراعات" و "... تنفيذ الاتفاقيات المبرمة، ونبذ أي تصرف إرهابي وعنيف للمحافظة على أمن الدول وحياة الشعوب". وقد أبرزت الصين في هذا الشأن " ... رغبتها في تقديم مساهمتها من أجل تحقيق سلام شامل عادل في المنطقة. وإذا افترضنا أن هذه الرغبة قائمة بالفعل، فإن تفعيلها يقتضي أن يبذل العرب -من خلال المنتدى وغيره" جهودا صادقة إذا هم أرادوا حقاً أن تكون الصين شريكا اقتصاديا هاما "ومشروع" شريك سياسي يكون على استعداد في المستقبل للعب دور أكبر في قضايا العالم العربي. وفى كل الأحوال، فإن الصورة السابقة غير المشجعة لا تعني أن أسس الطموح العربي غائبة تماما بالنسبة لإنعاش العلاقات العربية الصينية فعلى المستوى الاقتصادي تمثل الصين شريكا تجاريا رئيسيا لبعض الدول كالسودان واليمن (وإن عانتا معاً من اختلال في ميزانيهما التجاريين لصالح الصين)، كما أن من الدول العربية ما يتجاوز حجم تجارته مع الدولة الصينية المليار دولار ويحقق فائضا تجاريا منها، كالسعودية والإمارات وسلطنة عمان .أما على الصعيد السياسي، فإن وجهات النظر العربية والصينية تتقارب إلى حد كبير فيما يتصل بالتعامل مع القضايا العالمية أو الإقليمية التي يطرحها عالم ما بعد الحرب الباردة، وهو ما يشير إلى وجود قواعد لا بأس بها لتطوير العلاقات بين الطرفين. غير أن الأمر الضروري في النهاية هو أن تطرح الدول العربية على نفسها اليوم أسئلة هامة قبل الحديث عن علاقات عربية صينية استراتيجية. ومن قبيل هذه الأسئلة هل نحن بالفعل في حاجة للصين؟ وفي أي الجوانب تظهر هذه الحاجة؟ وكيف يمكن -إذا كان الرد بالإيجاب -أن نطور مستوى العلاقات القائمة بالفعل؟ وهل نحن على استعداد للمثابرة على بذل الجهود المطلوبة حتى لو ووجهنا لفترة من الوقت بالحذر والتردد الصينيين وعلى أمل أن يزول هذا الحذر وذلك التردد في المستقبل؟ إن الإجابة الأمينة على هذه الأسئلة هي وحدها القادرة على توجيهنا الوجهة الصحيحة، فليس كافيا أن تنشأ المنتديات وأن توقع الاتفاقيات دون أن تتوافر النوايا والأعمال الصادقة لجعلها منتجة ومحققة لأهدافها. وبدون هذا، فإننا في الواقع نبني سياسات لا تقوم على أساس، ونتورط في توقعات لا تنهض إلا على الأوهام.

ISSN: 1687-2452

عناصر مشابهة