ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







أثر نظرية صراع الحضارات في تشكيل الواقع الدولي المعاصر

العنوان بلغة أخرى: the impact of the civilization theory on the forming of the contemporary world reality
المؤلف الرئيسي: الحوامدة، يوسف أحمد إبراهيم (مؤلف)
مؤلفين آخرين: عبدالحي، وليد سليم (مشرف)
التاريخ الميلادي: 2006
موقع: المفرق
الصفحات: 1 - 247
رقم MD: 557495
نوع المحتوى: رسائل جامعية
اللغة: العربية
الدرجة العلمية: رسالة ماجستير
الجامعة: جامعة آل البيت
الكلية: معهد بيت الحكمة
الدولة: الاردن
قواعد المعلومات: Dissertations
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون
حفظ في:
المستخلص: لقد أدى انهيار الاتحاد السوفييتي كنظام وأيديولوجيا إلى ان يشهد العقد الأخير من القرن العشرين انتشار رؤى جديدة تحاول وصف شكل العالم وتفسير السياسة والعلاقات الدولية فيه. ولعل النظرية الأكثر إثارة لتفسير مستقبل العلاقات الدولية لمرحلة ما بعد انتهاء الحرب الباردة جاءت من قبل صموئيل هانتنغتون . وأيا كانت دوافع ظهور نظرية صراع الحضارات في حينها، إلا أن رد الفعل الذي طرحه البعض وخاصة صاحب النظرية بعد أحداث الحادي عشر من أيلول عام 2001 والداعي الى اعتبار نظرية صراع الحضارات استراتيجية عالمية تتبناها بعض التيارات في الغرب عامة وفي الولايات المتحدة خاصة، كان له أثره في دفع الباحث لدراسة هذه النظرية، حيث تم اختيار عنوان لهذه الدراسة وهو " أثر نظرية صراع الحضارات في تشكيل الواقع الدولي المعاصر". ولقد انطلقت الدراسة من فرضية طردية مفادها أن تسارع حركة التغير في القوة في العالم تؤدي الى تسارع بروز قوى دولية جديدة، فالقوة آخذة في التغير من الغرب الى مراكز غير غربية، وبالتالي فإن السياسة العالمية ستصبح متعددة القطبية. وللبرهنة على فرضية هذه الدراسة، تم طرح مجموعة من التساؤلات الأساسية والتي تشكل جوهر الدراسة. وللإجابة على هذه التساؤلات تم استخدام منهجية تحليل نصوص نظريات العلاقات الدولية التي نادى بها ما بعد الحداثيون والتي تتم من خلال تفكيك النظرية والقراءة المزدوجة لها، كذلك تم استخدام منهجية بنية النظام العالمي لتفسير الأحداث وإدراك العمليات والتفاعلات داخل هذا النظام. ولقد حاولت هذه الدراسة النظر إلى هذه النظرية كواحدة من نظريات العلاقات الدولية التي تصف شكل العالم وتفسر السياسة الدولية فيه. لذلك تم التعرف على أثر نظرية صراع الحضارات في تشكيل الواقع الدولي المعاصر وتأثيرها على العلاقات الدولية وذلك من خلال ثلاثة فصول . ففي الفصل الأول تم توضيح دلالات مفهوم صراع الحضارات، وبينت الدراسة أن مفهوم الصدام Clash الذي قال به هانتنغتون هو حالة بين النزاع Dispute والصراع Conflict . بعد ذلك تم تفكيك مفهوم الحضارة، ولقد أوردت الدراسة جملة من التعريفات لهذا المفهوم ومقارنته بما قال به هانتنغتون، وأمام هذه التعريفات المتعددة لمفهومي الحضارة والثقافة وجد أن هناك تداخلا كبيرا بين المفهومين، الأمر الذي اقتضى الخروج بتعريف شامل للحضارة باعتبارها محصلة النشاط المعنوي والمادي للمجتمع والذي تراكم عبر مئات السنين . وعند الحديث عن الجذور الفلسفية لنظرية صراع الحضارات، بينت الدراسة أن كثير من النظريات مثل الدارونية والماركسية والفرويدية جعلت الصراع محور بنائها النظري، وهذا يدل على أن فكرة الصراع ليست جديدة من حيث المضمون، لذلك قامت الدراسة برصد ما احتوته نظرية صراع الحضارات من أفكار مبتدئة بالطرح الرئيسي لها وهو أن الثقافة أو الهوية الثقافية والتي هي في أوسع معانيها الهوية الحضارية هي التي تشكل نماذج التماسك والتفكك والصراع في عالم ما بعد الحرب الباردة. ولقد روج هانتنغتون لنظريته من خلال صياغته للأجزاء الخمسة التالية :

1. إن العالم اليوم متعدد الأقطاب والثقافات، وإن التحديث مختلف عن التغريب . 2. إن توازن القوى بين الحضارات آخذ في التغير . 3. إن نظاما عالميا أساسه التنوع الثقافي أو الحضاري آخذ في الانبثاق . 4. إن دعوات الغرب إلى العالمية تضعه في صراع مع الحضارات الأخرى خاصة مع الإسلام والكونفوشيوسية . 5. إن استمرار حياة الغرب تعتمد على الأمريكيين وهم يعيدون تأكيد هويتهم الغربية وعلى اعتبار أن حضارتهم متميزة وليست عالمية . أما في الفصل الثاني والثالث، فقد بحثت الدراسة في مدى صحة أفكار نظرية صراع الحضارات ومدى انعكاسها على الواقع الدولي وذلك بتوضيح تأثير هذه النظرية على المستويين الدولي والمحلي، فعلى المستوى الدولي بينت الدراسة أن نظرية صراع الحضارات أخفقت في مجالات عدة، فالبعد الحضاري الذي حدده هانتنغتون للدولة لا يثبته الواقع، كما أن الاشتراك في الحضارة ليس بالضرورة أن يقف وراء المجموعات الاقتصادية الإقليمية الناجحة، حيث أن المصالح هي وراء إنشاء هذه الكتل وليس التجانس الثقافي والحضاري، فواقع العلاقات بين الدول يدل على أن ما يهمها هو مصلحتها . أما بخصوص بنية النظام الدولي، فقد بينت الدراسة أنه نتيجة للاختلال الذي حصل في النظام الدولي ثنائي القطبية، صدرت دعوات مختلفة لإنشاء نظام عالمي يلبي طموحات الإنسانية جمعاء. ولأن نظرية صدام الحضارات طرحت نظاما عالميا قوامه كتل حضارية ثمانية، فإنه يمكن القول بأن هذا الطرح لا ينسجم مع الواقع الراهن كون نصف الحضارات المتصارعة لا تملك القوة اللازمة ضد الحضارات الأخرى، ناهيك عن البعد الزمني الذي يستغرقة تحقيق النظام الحضاراتي. وخلصت الدراسة إلى القول بأنه بعد عقد ونصف من سقوط القطبية الثنائية، فإن الأمر مفتوح على كل الاحتمالات والتي منها نشوء نظام عالمي متعدد الأقطاب يرتكز على توازن القوى وعلى الوفاق الدولي حول القضايا والمشكلات العالمية . أما على المستوى المحلي فقد بينت الدراسة أن نظرية صراع الحضارات أحدثت تأثيرا على طبيعة المتلقين لها سواء كان هذا التلقي تأييدا أو تبنيا أو نقدا أو رفضا. ففي مجال تأثير هذه النظرية على صانع القرار، وبعد أن عقدت الدراسة مقارنة بين فكر المحافظين الجدد وأفكار هانتنغتون مبينة نقاط الالتقاء والاختلاف بينهما، تبين أن هناك تعدد في الرؤى والأساليب لكن الهدف ثابت. كذلك أحدثت نظرية صراع الحضارات رد فعل لدى القوى السياسية والحزبية والنخب الفكرية في العالم، ولقد استوقفت مجموعة من الأفكار التي طرحتها نظرية صراع الحضارات كثير من المفكرين والسياسيين عندها، ولقد تم عرض هذه الأفكار في نقاط محددة، حيث تم نقل آراء وانتقادات المفكرين حول كل فكرة على حدة والتعليق عليها . كما حاولت الدراسة توضيح تأثير نظرية صراع الحضارات على الثقافة السياسية وذلك من خلال دراسة المفاهيم الجديدة لبعض القيم والمعتقدات السياسيـة التي نادت بها هذه النظرية. وتم تناول قيمتين رئيسيتين هما الديمقراطية وما ينتج عنها، والقيمة الثانية هي خرافة التهديد الإسلامي أو الإسلاموفوبيا. ولقد دعت الدراسة إلى نبذ هذه المفاهيم وعدم التأثر بها لأن جوهر الصراع لم يتغير وهو تحقيق المصالح والسعي لنهب خيرات الشعوب وثرواتها ليبقى الغرب هو المسيطر والمهيمن على العالم.