المؤلف الرئيسي: | داود، أحمد عباس (مؤلف) |
---|---|
مؤلفين آخرين: | العبيدي، ميسر حميد سعيد (مشرف) |
التاريخ الميلادي: |
2005
|
موقع: | الموصل |
التاريخ الهجري: | 1426 |
الصفحات: | 1 - 149 |
رقم MD: | 557783 |
نوع المحتوى: | رسائل جامعية |
اللغة: | العربية |
الدرجة العلمية: | رسالة ماجستير |
الجامعة: | جامعة الموصل |
الكلية: | كلية الآداب |
الدولة: | العراق |
قواعد المعلومات: | Dissertations |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
الناشر لهذه المادة لم يسمح بإتاحتها. |
المستخلص: |
إن الحديث النبوي الشريف، نصٌ رفيعُ المستوى، وعظيمُ المحتوى، يأتي في المرتبة الثانية بعد نص القرآن الكريم، وهو بدوره مُكملٌ للأحكام الشرعية، ومُوَضحٌ لما خفي منها واستتر. لكن المصادرَ التي تتحدثُ عن الاحاديث تنظيراً وتطبيقاً تعتريها شحةٌ وقِلةٌ، فهذا ما دفعني الى اختيار موضوعي في كلام المصطفى (صلى الله عليه وسلم). أضف الى ذلك رغبتي وحبي في أن اكتب وابحث فيما صَحَ إسنادُهُ عن النبي الاكرم، فما إن رأيت اسمي في لائحة المقبولين لدراسة الماجستير، حتى شرعتُ مسرعاً لأحُقق هذه الامنية واثبتها في الذي أصبو اليه. وعندما عرض علي الاستاذ المشرف عنواناً لموضوعٍ في الحديث النبوي، لم تكد روحي تستقر في جسدي فرحاً وغبطةً، لهذهِ المصادفة السعيدة، فتلقيتُ الموضوعَ على الفور، وبرحابة واسعةٍ في الصدر. وكانَ عنوانُ الموضوع بدايةً "البنية الايقاعية للحديث النبوي الشريف في صحيح البخاري"، وهو موضوعٌ جديدٌ كل الجدة، حسبما اخبرني الاستاذ المشرف، وحسب اطلاعي فيما بعد على الرسائل والأطاريح الجامعية للتأكد من الامر، ولم يسبقنا باحثٌ – حسب ما توصلنا اليه – في الخوضِ فيه. فمن هنا تجلت اهمية البحث وقيمتهُ. وعلى الرغم من ذلك فاننا لم نستقر على هذا العنوان؛ لاننا ومذ عرضناه على لجنة الدراسات العليا، لم توافق عليه؛ نظراً لشموليته وسعته فلا تتسنى لرسالة الماجستير ان تحيط بجوانبه كلها. فعقدنا العزمَ بعد ذلك الى تغيير العنوان وتعديلِهِ ليُصبحَ "الاسجاع النبوية الشريفة في صحيح البخاري"؛ آملينَ أن نكون قد أطلقنا عنواناً يليقُ بمقام الحديث النبوي أولاً، ويكونَ مقبولاً لدى الاوساط العلمية ثانياً. اما الخطةُ التي سرتُ عليها، فكالمعتادِ أنني وزعتُ البحثَ على فصولٍ ومباحث، وابتدأتهُ بتمهيدٍ ضمَّ الكلامَ عن السجع لغة واصطلاحاً، ومن ثم الحديث عن صفاتِ السجع في الحديث النبوي الشريف واختلافه عن سجع الكهان. وحال ما انتهيتُ من التمهيد شرعتُ في تقسيم البحث الى ثلاثة فصول، حوى كلُ فصلٍ مبحثين: فاما الفصلُ الأولُ فقد جعلتُ "تشكيل السجع في نثر الحديث ونظم الشعر" عنواناً له، وانطوى تحت هذا العنوان مبحثان، اختص الأول ببيان اركان السجع عامةً، مع ضرب الأمثلةِ عليها من القرآن الكريم والحديث الشريف، وتولى الثاني منهما ذكر ابنية السجع في القرآن الكريم، ومحاولةً لايجاد أبنية مماثلةٍ لها في الاحاديث المسجوعة الواردة في صحيح البخاري. وبعد ذلك حاولت التطرق الى أبنية السجع في الشعر العربي. واما الفصلُ الثاني فانهُ اختلف عن الأول، لأنهُ اشتمل على تحليل بعض الاحاديث النبوية المسجوعة تحليلاً ايقاعياً – وقد اسميتهُ "التشكيل الايقاعي للسجع في الحديث النبوي الشريف" – متمثلاً في مبحثين، تناول الأول مصطلح "التنغيم" محاولاً تطبيقهُ على الاحاديث المؤهلة لذلك. ثم حمل الثاني من هذا الفصل "التوازي والتوازن" عنواناً لاظهار وبيان الظاهرة الايقاعية. واما الفصلُ الثالث من الرسالة، فلم يختلف عن الفصل الثاني من حيث المعالجةُ التحليلية، الا أنهُ سلط الضوء على التحليل الدلالي بدلاً من التحليل الايقاعي للأحاديث النبوية، والقصدُ من التحليل الدلالي هو دلالات الحديث النبوي على وجه التحديد، وليست الدلالةُ باعتبارها مصطلحاً. ولا يفوتني أن أشيرَ الى أهمها، واكثرها فائدةً للرسالةِ، فمن شروح "البخاري" شرحا "فتح الباري في شرح صحيح البخاري، ابن حجر العسقلاني" و"عمدة القاري شرح صحيح البخاري، العيني"، ومن كتب علوم القرآن كتابا :البرهان في علوم القرآن، الزركشي" و"الاتقان في علوم القرآن، السيوطي"، وكتب أخرى في تحليل الحديث النبوي كـ "أدب الحديث النبوي، بكري الشيخ أمين" و"الحديث النبوي، مصطلحهُ، بلاغته، كتبهُ، محمد الصباغ" و"من كنوز السنة دراسات أدبية ولغوية من الحديث الشريف، محمد علي الصابوني". بعد أن انتهيت من كتابةِ الرسالة توصلت الى عدة نتائج هي: النتيجة الأولى: إن عُصارَة ما جاء في التمهيد، كان الكفيل في إعطاء أولى نتائج البحث، فمن المعلوم أن معارك كثيرةٌ دارت بين علماء البلاغة والنقد حول ورود السجع في القرآن الكريم، حيث انقسموا الى أكثر من فرقة فمنهم من نفى السجع في القرآن، ومنهم من يقول بالسجع فيه، ومنهم من امسك عن إعطاء رأيه. وبما أن السنة مكملةٌ للقرآن الكريم فان لها ماله. النتيجة الثانية: هذه النتيجة لم تقل أهمية عن النتيجة الأولى فهي محاولة لايجاد أبنية للسجع في الحديث النبوي الشريف على غرار أبنية الفاصلة في القرآن الكريم، وكان الفصل الأول من الرسيالة ساحةً مناسبةً لها، بالفعل استطعت أن اتثبت من عدة مباني للسجع في الأحاديث النبوية. النتيجة الثالثة: لقد كشفت النتيجة الثالثة من الفصل الثاني عن سمو ورفعة نص الحديث الشريف ايقاعياً وموسيقياً، فعلى صعيد تجانس الحروف وتقاربها كان لنص الحديث الشريف جمالية وحسنً، من حيث اختيارُ الحروف المناسبة مع الحدث المتكلم عنه. ففي مجال الوعظ والترهيب نجد القوة والفخامة، وفي مجال الدعوة والترغيب نجد الرقة والليونة، وفي الدعاء قبل النوم نجد اللحن الهادئ الخفيف، وفي الدعاء عند الحرب نجد اللحن الحماسي العنيف. كل ذلك يعبرُ عنه النبي (عليه السلام) بما يناسبهُ من الأصوات الملائمة معها. النتيجة الرابعة: لم يخلُ كلام النبي (صلى الله عليه وسلم) من احتوائِهِ على بعض الأرجاز التي توهمُ القارئ بانها شعرٌ، فتضطرُهُ الى أن ينسبها الى غيره من شعراء عصره، أو أن يضعفها؛ حتى ينزه بذلك كلام النبي من وقوع الشعر فيه. النتيجة الخامسة: تبين لي من خلال التجربة والبحث، مصداقية قوله (صلى الله عليه وسلم): "نحن معاشر الانبياء أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم"، فتارة يخاطب العربي الذي قضى حياته في الرعي باسلوب بسيط مفهوم، وذلك من خلال ايراد ألفاظ وصفاتٍ قد ألفها، فتكون استجابتُهُ صحيحة لما يدعو اليه النبي الكريم. النتيجة السادسة: ثمة تكرار لألفاظ وكلمات في الأحاديث النبوية الشريفة ساعدت في تقوية الجانب الدلالي بالدرجة الأولى، وهذا النوع من التكرار فريدٌ من نوعه، وهو تكرار كلمةٍ واحدة في نهاية كل جملةٍ من جمل الحديث الشريف. فالمألوف في التكرار أن كلمةً ما تتكرر، في سياق النص دون تعيين لموقع التكرار الا أن ما وجدناهُ في نص الحديث، هو تكرار لفظةٍ في نهاية الجمل، بتعبير آخر يعني إختتام الجمل كلها بسجعةٍ واحدة، أو آتفاق الجمل كلها على سجعةٍ واحدة |
---|