ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







التحركات العربية في بعض قضايا المنطقة هل تمثل أدواراً إقليمية مؤثرة على ساحتها ؟

المصدر: شؤون عربية
الناشر: جامعة الدول العربية - الأمانة العامة
المؤلف الرئيسي: مرسى، مصطفى عبدالعزيز (مؤلف)
المجلد/العدد: ع 135
محكمة: نعم
الدولة: مصر
التاريخ الميلادي: 2008
الشهر: خريف
الصفحات: 13 - 21
ISSN: 1687-2452
رقم MD: 55851
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: EcoLink
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

23

حفظ في:
المستخلص: خلاصة القول إن هذه القضايا الأربع "تؤكد الحقيقتين اللتين فرضتا نفسيهما على تفاعلات النظام العربي: حقيقة أن النظام العربي يواجه حالة اختراق غير مسبوقة من الخارج، وحقيقة عجز مؤسسة النظام عن التفاعل بالكفاءة المطلوبة مع تحديات النظام وما يواجهه من تحديات نتيجة عجز أعضائه عن القيام بالتزاماتهم". فالتحركات العربية تمت في إطار نظام عربي يعاني من حالة ضعف وعجز أعضائه وتشتت توجهاتهم السياسية والإقليمية، وبالتالي عدم نجاحها في حل الأزمات التي يواجهها هذا النظام، لأن هذه التحركات لا تتم ضمن خطط عمل عربية منسقة واضحة الأهداف، ولديها بؤرة تركيز (Focus) يتم من خلالها توزيع الأدوار العربية، وهو ما دفع البعض للبحث عن بدائل من خارج المجموعة العربية، وفي مقدمتها "البديل التركي"، و"البديل الأمريكي"، و "البديل الأوروبي"، و "البديل الإيراني"..... إلخ. وبطبيعة الحال لم يأت هذا التطور فجأة، وإنما هو نتاج ومحصلة أحداث تراكمت نتائجها على مدى زمني طويل، وأثرت على مقومات النظام العربي ونقاط ارتكازه الأساسية، لعل في مقدمتها هزيمة يونيو (1967) وتداعياتها السلبية الخطيرة، والحرب العبثية الإيرانية العراقية (1980 -1988) ، وما ترتب عليها من خسائر في الأرواح والممتلكات، خصمت من عناصر قوة النظام العربي، ثم احتلال صدام حسين للكويت (1990)، الذي وجه ضربة قاصمة لمفهوم الأمن القومي العربي ومصادر تهديده، وجرى البحث عن الغطاء الأمني لبعض دول المنطقة العربية من خارجها، ثم جاءت الحرب على العراق (مارس 2003)، التي لم تكتف بإسقاط النظام العراقي السابق، بل تجاوزته إلى إسقاط مقومات الدولة العراقية نفسها، واكتفت غالبية الدول العربية بدور المتفرج، ثم حرب إسرائيل على لبنان (يوليو 2006)، والتي كانت في الواقع حربا أمريكية بالوكالة، انطلقت من المنظور الأمريكي لفك وإعادة تركيب أوصال المنطقة العربية، ضمن ما يسمى بــ "الشرق الأوسط الجديد". ويصعب التقليل من تأثير هذه التطورات والأحداث الجسام على فاعلية النظام الإقليمي العربي، وتعميق مرحلة الجزر القومي، وبروز الإطروحات القطرية ودون الإقليمية، بل وتزايد الصراعات العربية، واستخدام الساحات العربية مجالا لتصفية حساباتها. ونتيجة لغياب المركز في النظام الإقليمي العربي وغياب بوصلته، وفقدان استراتيجيته، جاءت التحركات العربية متضاربة ومتخبطة ومتنافسة، ولا تنطلق في أغلبها من إطار عربي واضح المعالم والأهداف، وكانت في أغلبها محدودة التأثير على مسار القضايا القومية، واكتفت -في أحسن الأحوال - بإدارة الأزمات دون حلها، لفقدانها مقوماتها بإراداتها. وآن الأوان لإدراك أن جامعة الدول العربية - رغم ضعفها الحالي الراجع أساسا لضعف أعضائها — تمثل الحد الأدنى الذي يمكن القبول به والعمل من خلاله، تجنبا للانقسامات والخلافات، وحفاظا على الحد الأدنى من التوافق والتضامن العربيين.

ISSN: 1687-2452