ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







العرب ومستقبل القوة الأمريكية

المصدر: شؤون عربية
الناشر: جامعة الدول العربية - الأمانة العامة
المؤلف الرئيسي: شلبي، السيد أمين (مؤلف)
المجلد/العدد: ع 135
محكمة: نعم
الدولة: مصر
التاريخ الميلادي: 2008
الشهر: خريف
الصفحات: 102 - 121
ISSN: 1687-2452
رقم MD: 55870
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: EcoLink
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

52

حفظ في:
المستخلص: ليس هناك منطقة في العالم لم تتأثر بالسياسيات والاستراتيجيات الأمريكية، كما أنه ليس من منطقة تستطيع أن تتجاهل النفوذ والتواجد الأمريكي في العالم. كان ذلك منذ أن خرجت الولايات المتحدة منتصرة في الحرب ضد النازية وتزعمت ما أصبح يعرف بالعالم الحر في مواجهة القوة الأخرى البازغة وهي الاتحاد السوفيتي. وقد بدأ تأثير وتداخل الولايات المتحدة في مناطق العالم من منظور وتطور منافستها مع الاتحاد السوفيتي، وبدا ذلك ابتداء من مقاومة النظام الجديد في الصين، وفي شبه القارة الكورية، والنموذج الجديد الذي أسسته في اليابان ثم ألمانيا الاتحادية، ثم انغماسها في حرب فيتنام- وعلى الرغم من حدة منافسات الحرب الباردة فإن القوة الأخرى وهي الاتحاد السوفيتي، ومن خلال تجربة الصواريخ الكوبية، اكتشفت الحاجة إلى تكييف علاقاتها مع الولايات المتحدة بهدف أساسي وهو تنظيم علاقات القوى الاستراتيجية ومنع مواجهة نووية، ومن ثم كان ترحيبها في نهاية الستينات وأوائل السبعينيات بسياسة الوفاق التي كانت تهدف إلى بناء علاقات تقوم على التعاون وإن لم تخل من المنافسة. وإذا كانت مناطق العالم قد شهدت التأثير والنفوذ الأمريكي، فإن أكثر هذه المناطق كانت المنطقة العربية والشرق الأوسط، فمنذ الأربعينيات برز الاهتمام الأمريكي بالمنطقة من خلال ما تحتويه من نفط وأهميته الحيوية للاقتصاد والصناعة الأمريكية، ثم تعمق هذا الاهتمام الأمريكي مع تصاعد الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي والعمل على الحيلولة دون وصول هذه القوة المنافسة إلى المنطقة التي تزايدت أهميتها الاستراتيجية، وفضلا عن بداية تداخلها مع الصراع العربي الإسرائيلي ومحاولاتها عقد الصلح بين إسرائيل ودولة رئيسية مثل مصر، واختبرت المنطقة وخاصة مصر، التأثير الأمريكي في ثلاث حروب وهي حرب 56، 67 ثم حرب 1973 التي شهدت مقدمات تعميق التواجد الأمريكي في المنطقة، فضلا عن تداخلاتها في اضطرابات لبنان عام 1958 ، والأردن، وسوريا، وبلغ التأثير والوجود الأمريكي قمته في حرب تحرير الكويت، عام 1991 ، والغزو الأمريكي للعراق عام 2003. واقترن ذلك على امتداد المنطقة بصراعها الجاري مع إيران حول برنامجها النووي. نخلص من هذا إلى أنه لم يعد ممكنا رؤية الأوضاع في المنطقة وتطوراتها ومستقبلها منعزلة عن السياسات الأمريكية والقوى والمفاهيم التي توجهها، وأكثر من هذا مع المكانة العالمية والدور الذي تلعبه في النظام الدولي وعن رؤيتها لنفسها باعتبارها القوة الأعظم الوحيدة في العالم وأنها بذلك مؤهلة لقيادة العالم ووضع البرامج والسياسات التي تراها في صالحه. لذلك ليس غريبا أن يكون الجدل والمناظرات التي طرحناها حول مستقبل القوة الأمريكية ومن ثم مستقبل طبيعة النظام العالمي، أن يكون من أهم اهتمامات منطقتنا من العالم وخاصة أن الولايات المتحدة مقبلة على انتخابات رئاسية جديدة ربما كانت من أهم الانتخابات التي حدثت في التاريخ الأمريكي باعتبار المرحلة التي تمر بها الولايات المتحدة والتحديات الخارجية والداخلية التي تواجهها. ومن أكثر ما يجذب الانتباه أن أكثر ما تواجهه الولايات المتحدة من تحديات، وأكثر ما ترتكبه من أخطاء نشأت من منطقة الشرق الأوسط بمفهومها الاستراتيجي الأوسع: سواء في المستنقع العراقي، أو المواجهة مع إيران، وتعثر الوضع في أفغانستان، وخطورته في باكستان، أما على المستوى العالمي فإن الولايات المتحدة تواجه قوى صاعدة تتمثل أساسا في الصين، والهند ودور روسيا المناوئ في عدد من القضايا. وبهذا يصبح التساؤل عن حقيقة ومستقبل هذه القوى الصاعدة وعن مدى قدراتها على زحزحة مكانة الولايات المتحدة باعتبارها القوة الأولى والوحيدة في العالم، يصبح هذا السؤال مركزيا بالنسبة لنا وبالنسبة لتصورنا لطبيعة النظام العالمي المقبل.

ISSN: 1687-2452

عناصر مشابهة