ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







المسارات العامة للأزمة السودانية وتداعياتها على مستقبل الدولة

المصدر: شؤون عربية
الناشر: جامعة الدول العربية - الأمانة العامة
المؤلف الرئيسي: رسلان، هانئ (مؤلف)
المجلد/العدد: ع 139
محكمة: نعم
الدولة: مصر
التاريخ الميلادي: 2009
الشهر: خريف
الصفحات: 64 - 72
ISSN: 1687-2452
رقم MD: 55923
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: EcoLink
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

26

حفظ في:
المستخلص: ونخلص من ذلك إلى أن مجمل التفاعلات في السودان بما فيها من أزمات تتمحور حول الصراع بين مشروعين أساسين هما مشروع السودان الجديد من ناحية والمشروع الإنقاذي الذي يعتمد في جوهره على طرح إسلامي يعرف إعلاميا باسم المشروع الحضاري. فيما يتعلق بمشروع "السودان الجديد" فقد كان يقوده جون قرنق مؤسس الحركة الشعبية وينادي فيه بتأسيس "سودان جديد" لا تتحكم فيه القوى التقليدية المتنفذة في الوسط (بمفهومه الجغرافي والثقافي)، بل تقوده قوى الأطراف أو الهامش، وكان يستخدم آلية للتعبئة تعتمد في جوهرها على حشد وتعبئة الإثنيات غير العربية لكي تتحالف ضد الوسط الذي تغلب عليه السمات العربية عرقيا وثقافيا، غير أن هذا المشروع تراجع نسبياً بعد الرحيل المفاجئ لجون قرنق في أغسطس 2005، وتولي سلفا كير لمقعد القيادة في الجنوب، وتبنيه لترتيب مختلف للأولويات يعتمد على إعطاء الأولوية للجنوب ومحاولة التركيز على بناء الأجهزة الإدارية والبنية التحتية لحكومته الإقليمية، إلا أن هذا النهج لم يكن ثابتاً حيث حدث نوع من الالتفات مرة أخرى لما يحدث في الشمال في نهايات عام 2007 إثر تجميد الحركة الشعبية لمشاركتها -مؤقتاً -في حكومة الوحدة الوطنية فيما عرف باسم "أزمة الشريكين"، وما ترافق مع ذلك من إعادة تنظيم الصف القيادي في الحركة الشعبية وعودة من يعرفون باسم "أولاد قرنق" إلى الواجهة مرة أخرى. أما مشروع الإنقاذ ذو التوجه الإسلامي فقد تعرض لانتكاسة شديدة إثر الانشقاق الذي وقع في صفوف النظام في عام 1999 و 2000 وخرج بمقتضاه حسن الترابي من الحكم منضما إلى صفوف المعارضة، التي تحاول أن تنال من النظام القائم بأي صورة من الصور، الأمر الذي أصاب مصداقية المشروع الحضاري في مقتل. من هذا المنظور يعد التوقيع على اتفاقية السلام الشامل بين الحركة الشعبية وبين الحكومة السودانية -التي يقودها ويهيمن عليها حزب المؤتمر الوطني -بمثابة تراجع كل من الطرفين عن مشروعه والإقرار بنوع من الحل الوسط التاريخي، إلا أن هذا التراجع لم يكن منضبطا أو منظماً في التطبيق إذ ظل كل من الطرفين يمسك من الناحية الإعلامية بخطابه السابق لأسباب تتعلق بمحاولة الحفاظ على الشرعية السياسية، كما ظلت أزمة عدم الثقة قائمة بين الطرفين مما دفع كلا منهما لمحاولة الإمساك والاحتفاظ بأكبر عدد ممكن من الأوراق لاستخدامها في الدفاع عن نفسه وعن مواقعه، الأمر الذي يفسر الأزمات المتكررة بين الطرفين والتي أصبحت تهدد بنية وبقاء الدولة في السودان.

ISSN: 1687-2452