المستخلص: |
إن التراث الذي خلفه علي بن محمد السوسي السملالي يعد مظهرا أساسيا للفكر السياسي خلال مرحلة القرن التاسع عشر لا يمكن تجاوزه ، ومما يزيد من أهمية كتبه هيمنة الفتوى السياسية على صاحبه الشيء الذي جعل من فكره نموذجا متميزا لسلطة الفقه والفقيه المخزني في مجال التفكير السياسي ، وتبين كتبه مدى اطلاعه على التراث السياسي القديم ، بالإضافة إلى تجربته السياسية كأحد أهم مستشاري الحسن الأول وكتابه الأساسيين ، وقد كتب في مواضيع عديدة ، فنصوصه متنوعة ، منها الأدبي والشعري والفقهي والسياسي والتاريخي، بالإضافة إلى نصوص الرحلات والنوازل الفقهية وعدد من التآلف الأخرى. كان للسملالي إلمام بميادين معرفية متنوعة ، فبالإضافة إلى التاريخ والسياسة والفقه والأدب والشعر والتصوف، اهتم بعلوم أخرى ، فقد كانت له مطالعات في علم الحساب ، كما كان مهتما بالجانب العسكري ومدركا لأهميته ، وهذا التداخل يمنح لكتب علي السوسي أهميتها، باعتبار أن هذه الميادين كلها تدخل ضمن الحقل الذي يهتم به المؤرخ ، إذ أضحت أصناف النصوص الأدبية وغيرها من كتب الفقه والنوازل ضرورية وأساسية في المقاربة والتحليل ، وعلى نفس النهج سار كثير من المؤرخين المغاربة حاليا، والذين وجدوا في هذه النصوص إشارات مستفيضة حول قضايا أصبحت محورية في حقل الدراسات والأبحاث التاريخية.
|