المستخلص: |
إن محاولاتنا الإصلاحية لمنظومة التربية والتعليم والتكوين، منذ الاستقلال إلى الفترة الراهنة، لم تفتأ تبحث عن الوصفة المناسبة لجعل منظومة قيمنا، في أبسط تجلياتها وأضيق حدودها، ملبية لشرط الإنسانية والكونية. وهذا الخيار لا يسغنا تعديله أو تغييره أو التغاضي عنه، بخلاف غيره من الخيارات، لأن موقعنا للجغرافي والجيوسياسي والاستراتيجي، بين ثلاث قارات (إفريقيا وأوروبا وأمريكا)، وبين حشد كبير من الأجناس والأعراق (أمازيغي، عربي، إفريقي زنجي، أندلسي إيبيري، أوروبي شرقي وغربي، أمريكي أنجلوساكسوني ولاتيني...، فضلا عن أجناس أهالي مختلف الجزر المحيطة)، يحتم علينا أن نمسك رؤوس خيوط فائقة للوفرة يصلنا كل منها بعنصر من العناصر للمذكورة أو أكثر، ويجعلنا بتحصيل الحاصل حلقة ضرورية وصلة وصل لازمة في شبكة العلاقات الإنسانية في بعدها الكوني الشمولي...، وهذا قدرنا، وعلى أساسه ينبغي أن نصوغ للوصفات الكفيلة بالحفاظ على قيمنا الذاتية من جهة، والقادرة على إبقائنا على اتصال دائم بمنظومة القيم العالمية والإنسانية والكونية التي نحن بصددها من جهة ثانية...؛ فهل نستوعب هذا الأمر ونتمثله خير تمثل على الصعيد التربوي والتعليمي والتكويني ؟.. ذاك هو السؤال.
|