المصدر: | أعمال ندوة : الفرجة الخاصة بالموقع في سياقات عربية إسلامية |
---|---|
الناشر: | كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان |
المؤلف الرئيسي: | بونيت، عزالدين (مؤلف) |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
المغرب |
التاريخ الميلادي: |
2011
|
مكان انعقاد المؤتمر: | تطوان |
الهيئة المسؤولة: | كلية الآداب والعلوم الإنسانية - جامعة عبدالمالك السعدي |
الشهر: | مارس |
الصفحات: | 21 - 45 |
رقم MD: | 576477 |
نوع المحتوى: | بحوث المؤتمرات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | HumanIndex |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
لا يكفى البحث المعجمي وحده، مهما اتسعت طموحاته، لتسليط الضوء على كل جوانب تصور المجتمع العربي عن الفرجة. ولا بد من توسيع نطاق البحث في الأنساق الثقافية التي تنتج الفرجة لفهم كيفية اشتغال اللغة في المجتمع. أتاحت لنا هذه المقاربة المعجمية الوقوف على الخلاصات الآتية: 3-1 قدم لنا معجم دوزي مادته متمحورة حول النواة "فرج" وما يتصل بها من مشتقات وأسند إليها معالي تتسم كلها بالإيجاب (الترويح والترفيه عن النفس وعن الآخرين وإمتاعهم والاستمتاع...)، وتتضمن في خلفيتها معنى إحداث تأثير في النفس أو الآخرين، أي أنها تنطوي على قوة الفعل. غير أن هذا الفعل لا يكتمل إلا من خلال تفاعل موضوعه معه ومن خلال إطار اجتماعي ينتظم حدوثه. وقد أمكننا تحديد ثلاثة محاور دلالية انتظمت مادة دوزي : 1) مفهوم الفضاء، 2) مفهوم الرؤية أو النظر، 3) مفهوم المتعة. وباستثناء مفهوم الفضاء الذي أمكن تتبع بعض بذوره في المعجم القديم، يظل محورا الرؤية والمتعة جديدين في المعالجة المعجمية، وإن كنا لا نستطيع الجزم بمدى جدتهما من الناحية التاريخية. 3 - 2. أما معجم كازيميرسكي، فبالنظر إلى موقعه التاريخي المتقدم بالنسبة إلى دوزي، والمتأخر بالنسبة إلى المعاجم العربية الكلاسيكية، فقد ظل يحتفظ، من جهة أولى، ببعض بقايا السمات الدلالية لمادة [ف. ر. ج] في المعجم القديم، ويفتح، من جهة أخرى، الآفاق الجديدة للمعنى. وقد عمدنا إلى نظم مادته في ثلاثة محاور: 1) تبديد 2) إبصار الشيء أو النظر إليه، 3) المتعة والاستمتاع. وتربط بين هذه المحاور علاقة تسلسل دلالي يفصح عن سيرورة للفعل ابتدأت بنفي وضع قائم وإحلال وضع جديد مقامه، وانتهت باستراتيجية المتعة والاستمتاع. ومن الملاحظ أن المحور الأول من هذه المحاور يتصل ببعض أوجه المعنى كما حصرها المعجم القديم، لكن المحورين اللاحقين يشكلان قطيعة مع نسيج المعاني القديمة، سوف تتعمق لدى دوزي، ثم سوف تتخذ شكلا أكثر حسما ووضوحا مع غاسلان. 4- 3. بلغت القطيعة مداها عند غاسلان. فبالنظر إلى طبيعة معجه، وخصوصية العلاقة التي يقيمها بين اللغتين العربية والفرنسية، أمكننا أن نلاحظ كيف أن كلمتي "فرجة" و"متفرج" تنقطعان عن النسيج الدلالي الذي كانتا تسبحان فيه ضمن المعجمين السابقين، لتصيرا مجرد مفردتين في لائحة من المفردات التي تشير إلى معان محددة منقطعة عن أي حقل دلالي قد توحى به العلاقات الاشتقاقية التي يتيح بروزها الترتيب الكلاسي للمعجم العربي والمعاجم الاستدراكية. لقد عرفت كلمتا "فرجة" و"متفرج" تغيرا في وضعهما من ثلاثة جوانب: أولها تحولهما من مشتقين إلى مفردتين من جراء انخراطهما المشار إليه أعلاه في نسق المعجم الحديث؛ وثاني هذه الجوانب هو انتقالهما من وضعية الكلمات العامة إلى وضعية الكلمات التقنية القريبة من المصطلحات، فقد صارتا تدلان على معطيين محددين لا مجال فيهما للتأويل؛ أما ثالث جوانب التغير في وضع الكلمتين فيتمثل في انتقالهما من كلمتين مشروحتين إلى كلمتين شارحتين في إطار علاقة الترجمة التي تربط العربية بالفرنسية في هذا المعجم. وهذا يعني أنهما لم تعودا تستمدان مضمونهما من إرثهما القديم، بل من المثاقفة التي يشكل هذا المعجم أرضيتها. 3 - 4. بالنظر إلى كل ما سبق، أمكننا القول إن "الفرجة" لا يتشكل معناها في المعجم الاستدراكي إلا من خلال توافر ثلاثة شروط: - الإطار الاجتماعي - الثقافي: لا تكون فرجة إلا الأشياء والأفعال التي تدرك باعتبارها كذلك في وضع ثقافي واجتماعي معين. - المشاركة: لا تتحقق الفرجة إلا من خلال مشاركة المتفرج فيها، أي من خلال استعداده للتفرج وإدراكه لما يراه باعتباره فرجة؛ سواء تعلق الأمر بالفرجة بمعنى تبديد الهم والغم أو بالفرجة بمعنى المتعة والاستمتاع. وهي بذلك محصلة فعلين ورغبتين لا بد من تعانقهما: الرغبة في التفريج التي تحرك صانع الفرجة أو مقترحها، والرغبة في التفرج التي تحرك مستهلك الفرجة. ويقودنا هذا إلى الشرط الثالث. - الفعلية: لا تكون الفرجة إلا نتيجة فعل قد يتخذ شكل الحاجة إليها (الهم والغم الذي يدفع إلى البحث عن الفرجة) أو الرغبة فيها أو السعي نحوها أو القيام بما يؤدي إليها. |
---|