المستخلص: |
على الرغم من التطور المذهل الذي شهده النظام العالمي لحقوق الإنسان على مستوى التشريع والمؤسسات القانونية، إلا أن تأثره بالقيم والمبادئ الغربية، وعدم مراعاته للفروق الثقافية القائمة بين حضارات العالم المختلفة، التي من المفترض أن يقوم عليها أي نظام يدعي صفة العالمية، قد أدى إلى إعاقة المشاركة والتفاعل الإيجابي مع هذا النظام من قبل الدول التي تتبنى قيماً ومبادئ تختلف عن القيم والمبادئ الغربية التي تأثر بها هذا النظام. وتأسيساً على ذلك، فإن هذا البحث يسعى إلى أن يبرهن على أن تأثر النظام العالمي لحقوق الإنسان بالقيم والمفاهيم الغريبة منذ نشأته وحتى يومنا هذا والمتمثل في التحيز الواضح للقيم والمبادئ الغربية في صياغة وتفسير معايير حقوق الإنسان المنصوص عليها في الميثاق الدولي لحقوق الإنسان على حساب قيم ومبادئ حضارات وديانات العالم الأخرى، ومنها الإسلام الذي يمثل دينا لربع سكان الأرض، هو ما يمنع المملكة العربية السعودية، وباقي الدول الإسلامية التي تتخذ من الشريعة الإسلامية دستوراً لها، من الانضمام للميثاق الدولي لحقوق الإنسان الذي يمثل حجر الزاوية في النظام العالمي لحقوق الإنسان والامتثال لأحكامه على الرغم من قناعتهم وإيمانهم التامين بنبل وسمو أهدافه ورغبتهم الصادقة في المصادقة عليه.
|