| المستخلص: |
تناولت هذه الدارسة موضوع الطغيان في القرآن الكريم ، فلقد وقفت مع الآيات التي ذكرت مادة ( طغى) واشتقاقاتها وتصريفاتها في القرآن الكريم ، وبينت أن هذه المفردة ، واشتقاقاتها وردت تسعاً وثلاثين مرة في القرآن الكريم . كما بينت أن معنى الطغيان في اللغة : هو مجاوزة الحد المقبول ، أو مجاوزة الحد في العصيان أو الكفر ، وذلك بعد الرجوع إلى أمهات كتب معاجم اللغة . وبعد استقرائي للآيات التي ذكرت مادة طغى واشتقاقاتها تبين لي أن الطغيان له أسباب ومظاهر ومجالات ، ومن هذه الأسباب التي تؤدي إلى الطغيان : الشعور بالاستغناء ، فالإنسان يطغى ويتجبر إن رأى نفسه أنه مستغن عن خالقه ، ومتى أحس من نفسه قدرة وثروة وعلماً . ومنها التبعية المذمومة ، سواءً أكان تابعاً ، أم متبوعاً لغيره ، ومنها حب الأبناء الفاسدين ؛ لأن الإفراط في حب الآباء لأبنائهم الفاسدين قد يقودهم إلى متابعتهم والرضا بما يفعلونه ، ومنها العناد والجحود حيث يجعل الطغيانُ الإنسانَ يجحد الحق وينكره ، وينأى عن طريق الإيمان ليتجاوز حدّه في الكفر والعصيان . أما المظاهر التي تظهر على جوارح الطغاة وسلوكهم فكثرة الفساد في البلاد ، وتكذيب الرسل واتهامهم بالسحر والكهانة والشعر والجنون ، وإيذاء وقتل الأنبياء والمؤمنين ، والكفر بالآيات والمعجزات. أما المجالات أو الميادين أو الأنواع التي تدخل في ميدان الطغيان فهي كثيرة ومتعددة فيدخل الطغيان في المجالات السياسية ، والأخلاقية ، والاقتصادية ، والاجتماعية . أما في دراستي لآيات الطغيان فقد تحدثت عن الطغيان السياسي ، وخاصة طغيان السلطة ، والطغيان في الميزان ، والطغيان في الرزق ، وطغيان البصر . وأن هذا الطغيان قد ينتج عن أفراد أو جماعات , وتطرقت إلى منهجية التعامل مع هؤلاء الأفراد والجماعات الذين يتجاوزون حدّهم من خلال القرآن الكريم . وبينت هذه الرسالة سنة الله تعالى في إنزال العقاب بالطغاة , إما في الدنيا أو في الآخرة أو في كليهما . وتحدثت الرسالة عن الطاغوت من الناحية اللغوية , وأقوال المفسرين في المقصود بالطاغوت ، والرأي الراجح عندهم , كما دعت الرسالة في النهاية إلى ضرورة العودة إلى القرآن الكريم ؛ لاستنباط الدروس والعبر مما حل بهؤلاء الأفراد أو الجماعات الذين تجاوزوا حدهم . وأخيراً فإن هذه الرسالة هي ليست تكراراً لما سبق ، بل هي مكملة وداعمة لجهود علمائنا وأساتذتنا الأفاضل .
|
