المصدر: | قراءات إفريقية |
---|---|
الناشر: | مركز أبحاث جنوب الصحراء |
المؤلف الرئيسي: | علام، مصطفى شفيق (مؤلف) |
المؤلف الرئيسي (الإنجليزية): | Allam, Mostafa Shafeq |
المجلد/العدد: | ع20 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
بريطانيا |
التاريخ الميلادي: |
2014
|
التاريخ الهجري: | 1435 |
الشهر: | يونية |
الصفحات: | 36 - 47 |
ISSN: |
2634-131X |
رقم MD: | 590186 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | EcoLink |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
إن تفتيت المجتمعات، وتقسيم الدول، و(تطييف) الأزمات والصراعات السياسية الداخلية، بات شعار الحقبة (الكولونيالية) الجديدة المعولمة، ومن ثم فإن (أزمة إفريقيا الوسطى)، وما يتعرض له المسلمون العزل هناك من انتهاكات بحق الإنسانية، ستبقى مرشحة لمزيد من التفاقم، لتصبح نهايتها مفتوحة على جميع السيناريوهات، خصوصا أن المجتمع الدولي، متمثلا في الأمم المتحدة، قد اتخذ قراره بتعميق الأزمة بشكل أكبر! فقد دعا الأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون) المجتمع الدولي إلى إرسال قوات عسكرية إضافية سريعا إلى إفريقيا الوسطى لمنع تدهور الوضع الأمني، كما طالب الدول المانحة بتقديم الأموال التي وعدت بها لإعادة تأهيل البنية التحتية للبلاد وتقديم الخدمات الأساسية( )، وكأن المعضلة لم تأت أصلا من التدخل الفرنسي في الأزمة، وكأن الدور الإنساني للمجتمع الدولي (المعولم) أضحى صناعة الأزمات ثم جمع التبرعات! هي إذن ثنائية الهدم والبناء، غزو أفغانستان ثم إعادة أعمارها، احتلال العراق ثم إعادة إعماره، تطييف الأزمة في إفريقيا الوسطى، ثم مطالبة المجتمع الدولي بالاضطلاع بدوره (الإنساني) في توفير الطعام والإيواء للنازحين، وهكذا. والمثير للدهشة في أزمة مسلمي إفريقيا الوسطى الراهنة، وغيرها من الأزمات التي تعصف بالمسلمين في أقاليم شتى على اتساع رقعة الكرة الأرضية، أنها لا تجد من الدول الإسلامية إلا شجبا وتنديدا وبعضا من الحراك الشكلي الذي قد يعمق الأزمة بأكثر مما قد يسهم في حلها. فها هي ذي منظمة التعاون الإسلامي تكتفي بإيفاد وفد رفيع المستوى إلى جمهورية إفريقيا الوسطى، بقيادة وزير خارجية جمهورية غينيا، لدعم المواطنين المسلمين هناك، وإبداء التضامن معهم، وتقييم الوضع، والتواصل مع السلطات الرسمية، والإسهام في الحوار والتقارب، بل إن الأمين العام للمنظمة (إياد أمين مدني) قد رحب بقرار فرنسا رفع مستوى تدخلها في إفريقيا الوسطى، داعيا المجتمع الدولي إلى العمل على نحو جماعي لمساعدة السلطات (الجديدة) (المسيحية)، على استعادة النظام وتحقيق الاستقرار في البلاد؛ بسبب تداعيات الأزمة على السلام والأمن والاستقرار المنطقة وخارجها( ). وحتى يقوم وفد التعاون الإسلامي رفيع المستوى بتقييم الوضع في إفريقيا الوسطى؛ يكون المسلمون في تلك الدولة قد هجروا عن بكرة أبيهم من ديارهم؛ وفقا لتقديرات (بيتر بوكارت) مدير الطوارئ في منظمة هيومان رايتس ووتش، والذي حذر من أن ((العنف الطائفي في جمهورية إفريقيا الوسطى قد يضطر جميع المسلمين في البلاد إلى مغادرتها))، مضيفا: ((إنها مسألة أيام.. أو أسابيع .. قبل أن تغادر التجمعات الأخيرة للمسلمين البلاد إلى تشاد هربا من موجة العنف))( ). وأخيرا؛ فإنه إذا كان الواقع الإفريقي بالغ التشابك والتعقيد، لاعتبارات ذاتية وموضوعية تمس جوهر النشأة المصطنعة للدولة الإفريقية المعاصرة، وتتقاطع مع سياقات المكون المجتمعي الإفريقي بأبعاده (العرقية، والقبلية، والسوسيولوجية، والدينية، والبيئية، والاقتصادية)، فإن أكثر ما أضر بهذا الواقع الإفريقي، وأعاق تطوره الطبيعي، هو التكالب الاستعماري الغربي، قديمه المباشر، وحديثه غير المباشر، ليبقى التحدي الأبرز لتخليص إفريقيا من هذا الإرث الثقيل، واقعا بالأساس على كاهل الأفارقة أنفسهم، دون غيرهم. وحتى يضطلع الأفارقة بهذا الدور ستظل (عسكرة) الصراعات السياسية الإفريقية، و(تطييف) المجتمعات الإفريقية، هي وقود التدخل الغربي في أزمات القارة، والمدخل الأهم لاستنزاف ثرواتها وجهود أبنائها لصالح الاستعمار المعولم الجديد .. حتى إشعار آخر! |
---|---|
ISSN: |
2634-131X |