| المستخلص: |
أدت التنمية الاقتصادية في المملكة إلى تغيير سمات السكان وخصائصهم بمن في تلك القريبون من مناطق الغابات في جنوب غربها، اجتماعيا واقتصاديا وبيئيا وما صاحب ذلك التغيير من أثر إيجابي في القيمة الاقتصادية لهذه الغابات. وتوصلت الدراسة إلى العديد من النتائج، من أبرزها ما يلي: تزايد الاهتمام بالغابات من قبل السكان القريبين منها، وتزايد الوعي البيئي بأهمية المحافظة على هذه الغابات وصيانتها؛ إذا يرى أكثر من 91% منم أفراد العينة أن قطع أشجار الغابات العشوائي" غير المقنن" يؤدي إلى تدهور البيئة؛ هذا بالإضافة إلى انخفاض مستوى اعتماد السكان على الغابات بشكل أساسي في حرفتي الرعي والاحتطاب؛ وذلك بسبب توافر البدائل الأخرى المتاحة من أعلاف وكهرباء. وأظهرت الاستبانة أن 16% من أفراد العينة فقط يستخدمون الغابات لغرض الاحتطاب، في حين يستخدم32%ـ من أفراد العينة الغابات في الرعي. ومما يدعم هذا التوجه الراشد زيادة شعور السكان والجهات الحكومية بمدى الأهمية البيئية والجمالية للغابات؛ حيث إن أكثر من 92% من السكان يستخدمون الغابات للتنزه والاصطياف، في حين يستخدمها16% من أفراد العينة لجني العسل وزهور الزينة؛ وذلك للاستخدام العائلي وليس بغرض الاتجار. ويلاحظ انخفاض نسبة الأمية بين السكان المناطق القريبة من الغابات، وهذه ظاهرة إيجابية، ويدعم هذه التزايد نسبة الحاصلين على شهادات علمية بين أفراد العينة، الذين بلغت نسبتهم نحو61.9%، وأن أكثر من 86.3% من أفراد العينة يعملون في مهن مختلفة، ونحو 55% منهم موظفون في الحكومة، وبلغ متوسط الدخل الشهري من الوظيفة 6276ريالا، كذلك بلغ متوسط الدخل الإضافي 8046 ريالا شهريا. كما أوضحت الدراسة أن القيمة الاقتصادية التقديرية للغابات التي تشمل منتجات الأخشاب، الفحم والحطب هي ما لا يقل عن 415 مليون ريال سعودي سنويا، كذلك بلغت القيمة الاقتصادية التقديرية لمنتجات المناحل ما لا يقل عن 18 مليون ريال سعودي سنويا. كذلك أوضحت الدراسة تنوع وتعدد سياسات حماية الغابات وصيانتها؛ حيث إن نحو 93.2% من أفراد العينة يرون أن وضع ضوابط قوية لحماية الغابات وصيانتها من أهم مرتكزات الحفاظ على الغابات وصيانتها، وأن نحو 71.9% منهم يرون أن من سياسات حماية الغابات منع التوسع العمراني، وأن63.1% منهم يرون منع التوسع الزراعي، و68.8% أن ضبط الاحتطاب سياسة مهمة في حماية الغابات والحفاظ عليها. ومن أهم توصيات الدراسة نذكر ما يلي: تنمية مناطق الغابات في إطار مفهوم التنمية المستدامة التي تسعي إلى المحافظة على البيئة وحمايتها من التدهور والتلوث، إضافة إلى إجراء المزيد من الدراسات لمعرفة الأنشطة الاقتصادية المعتمدة على الغابات، ومحاولة ضبط هذه الأنشطة والعمل على توجيه أصحابها إلى أنشطة أخرى لا تؤدي إلى الإضرار بالغابات والموارد البيئية الأخرى. هذا بالإضافة إلى دعم الأبحاث العلمية في مجال علوم تنمية الغابات، مع الاهتمام بمشاتل الغابات وبنوك بذور الأشجار النباتات والحياة البرية، ويجب أن ينظر إلى الغابات على أنها نباتات برية في نظام بيئي متكامل العناصر؛ من تربة ونبات وحيوان وهواء وإنسان، وزيادة مهارات المتخصصين في مجال زراعة الأشجار في مناطق الغابات وتطوير أدائهم من خلال إعداد برامج تدريبية تحت إشراف المتخصصين والخبراء في هذا المجال من الجامعات السعودية، والحد من شق الطرق العشوائية داخل الغابات من أجل التنزه وجمع الحطب، الأجدى من ذلك دراسة كيفية الوصول إلى أعماق الغابات لتطويرها وتنميتها، وتكثيف البرامج الإعلامية التوعوية في وسائل الإعلام المختلفة(المرئية، المسموعة، المقروءة) عن أهمية الغابات والمراعي والمحافظة عليهما وإقامة الندوات العلمية حول تطوير الثروة الطبيعية وتنميتها، والاستعانة بالخبراء والمتخصصين في هذا المجال، والتوسع في إنشاء المشاتل للإسهام في تلبية الاحتياجات من الشتلات خلال موسم التشجير، مع الحد من تداول الشتلات المستوردة وزراعتها في المواقع القريبة من الغابات الطبيعية خشية أن تكون مصدرا وبائيا يسبب إضرارا بالأنواع المحلية ومن ثم بالبيئة.
Economic development in Saudi Arabia has resulted in many social, demographic and environmental changes in the population including the villagers of the forest area in South-western Saudi Arabia. The study shows an increasing interest in and awareness of the importance of the preservation of forests on the part of villagers, viz. 91% of them believe that random cutting of trees leads to the destruction of environment. This is accompanied by a decreasing dependence of these villagers on forests as grazing areas for their flocks (only 32% of the subjects used forests for this purpose) and as a resource for timber (only 16% used them for this purpose) as a result of the availability of other alternatives including electricity and animal feed. By contrast, 92% of the subjects use forests for picnicking and camping. The study provides a number of recommendations that may contribute to the preservation of environment and the enhancement of human development in the forest areas.
|
