المصدر: | مجلة دراسات المستقبل |
---|---|
الناشر: | مركز دراسات المستقبل |
المؤلف الرئيسي: | عباس، محمد صلاح الدين (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع2, مج1 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
السودان |
التاريخ الميلادي: |
2006
|
التاريخ الهجري: | 1427 |
الشهر: | يونيو |
الصفحات: | 63 - 86 |
ISSN: |
1858-7291 |
رقم MD: | 590873 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | EcoLink |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
مما لا شك فيه أن العلاقات السودانية الأوربية تحتل موقعا هاما في سياسة السودان الخارجية وتؤثر بشكل كبير على الأمن القومي السوداني وعلى تطور البلاد الاقتصادي والسياسي ويأتي ذلك بحكم ارتباط السودان تاريخيا بأوربا منذ عهود بعيدة وحقب مختلفة وبحكم أهمية أوربا السياسية والاقتصادية وعلاقاتها المؤثرة بالإقليم وبحكم أهمية السودان من حيث موقعه الاستراتيجي ومساحته وموارده الكثيرة المتنوعة. لقد مرت العلاقات بين الطرفين بفترات ازدهرت فيها وفترات أخرى فاترة وأخرى بين هذه وتلك لكن العلاقات الأوربية السودانية مرت بأسوأ فترات في تاريخها الحديث خلال التسعينيات من القرن الماضي حيث كان هناك إجماع بين دول أوربا الغربية وأمريكا على إتباع سياسة تهدف إلى الإطاحة بنظام الإنقاذ وسياساته لكن نسبة لثبات النظام وانفتاحه فقد تغيرت سياسة أمريكا وأوربا تجاهه إلى أسلوب الحوار والضغط بهدف تغيير السياسات وليس الإطاحة بالحكومة. ونشير إلى أنه رغم التقاء أوربا وأمريكا في ضرورة مواصلة الضغط على حكومة السودان لتحقيق تغيير جذري في سياستها فلقد ظلت أوربا حريصة على عدم انقطاع التواصل وممارسة سياسة الجزرة والعصا مع الحكومة، فاستمرت جلسات الحوار السياسي الأوربي السوداني واللقاءات مع ممثلي الحكومة، كما استمرت أيضا المساعدات الإنسانية. في ذات الوقت ظلت أوربا مداومة على دفع مفاوضات السلام، وأن تظل مشاركا هاما عبر منبر شركاء الإيقاد وتمويلها لمعظم التكلفة التفاوضية، حينما كانت الولايات المتحدة وقتها تتبنى سياسة فض الأرتباط مع الحكومة قبل تبديل سياستها تلك بعد تقلد إدارة الرئيس بوش الحالية قيادة الحكومة الأمريكية. ومع التسليم بوجود تباين نسبى في موقف كل دولة أوربية على حدة من العلاقات مع السودان فإن الموقف الأوربي الجماعي لدول الاتحاد الأوربي يظل في مجمله يتبع سياسة الجزرة والعصا، وأهم ملامحه: أولا: هناك ترحيب أوربي بإبرام اتفاقية السلام الشامل وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية وقد تترجم ذلك في تعهدات المانحين بأوسلو لدعم عملية السلام. كما حرصت أوروبا على متابعة سير تنفيذ الاتفاقية وإبداء القلق من أي بطء أو ظهور معوقات في التنفيذ. كما حرصت على التواجد في آليات التنفيذ كمفوضية التقويم والمراجعة والصندوق المتعدد للمانحين، والتواجد الميداني في جنوب البلاد، ومن أمثلة إبراز الاهتمام الأوربي ترفيع هولندا للجنة التشاور الثنائي بين البلدين إلى المستوى الوزاري ونشاط عدد من لجان التشاور الثنائي مع عدد من الدول الأخرى مثل فرنسا، إيطاليا، وبلجيكا، والبدء في سداد التعهدات بالصندوق المتعدد من عدد من الدول الأوربية. ثانيا: ظل موقف أوربا موحدا حول مشكلة دارفور، وإذا ما كانت الضغوط أكثر وضوحا إبان الحكومة السابقة، فإن أوروبا قد ظلت ترسل الرسائل بأنه ما لم تحل مشكلة دارفور فإن الدعم (سواء كان التعهد به أو خلافه) لن يتم الوفاء به آلياً، وكررت أوروبا إلى ذلك بالإشارة إلى أن مسألة إسقاط الديون لن يتم تناولها بنادي باريس إلا في حالة إيجاد حل لمشكلة دارفور، أو على الأقل حدوث تقدم ملموس نحو الحل نلاحظ كذلك وبسبب تعنت وعدم معقولية وتضارب تصرفات الحركات المسلحة، سواء أكان ذلك في إطار مطالبهم غير المعقولة بطاولة المفاوضات أو المتذبذبة بسبب الانقسام الذى تشهده الحركات، أو الاعتداءات التي يقوم بها منسوبوهم ضد المدنيين وقوافل المساعدات الإنسانية بدارفور بدأت الدول الأوربية في زيادة ضغوطها عليهم. ثالثا: الوفود الأوربية الكثيرة ورفيعة المستوى التي زارت وتزور السودان باستمرار خلال الثلاثة أعوام الأخيرة وكل هذه الوفود كان الهدف الأساسي من زياراتها الدفع من أجل الوصول لاتفاق السلام الشامل وحل مشكلتي دارفور وشرق السودان. |
---|---|
ISSN: |
1858-7291 |