المستخلص: |
تشكل ثقافة العنف في الأوساط الحضرية جزء لا يتجزأ من الثقافات الفرعية التي نجدها لدى شرائح وفئات الشباب، بل إنها أحد التعبيرات الأكثر وضوحا لديه، تتفاعل مع باقي الأشكال التعبيرية الأخرى لتعكس لنا واقع التهميش والتردي الذي يعيشه الشباب في مجتمعاتنا على مختلف الأصعدة، ولعل الحركات الشبابية في الوطن العربي المطالبة بالتغيير وبالإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ليست في الواقع سوى الوجه الآخر للرغبة القوية في تجاوز معطيات اللحظة الراهنة التي تسم الوضع الشبابي القائم، ومواجهة أشكال العجز لدى النخب في مواجهة التحديات الكثيرة لمتطلبات التنمية داخل هذه المجتمعات. إنه نوع من الإحساس بالمسؤولية واستشراف للمستقبل لدى الشباب ومحاولة لإزالة ما يكتنف هذا "القادم" من غموض بإرساء أسس المشاركة وحق الاختيار والمساهمة الفاعلة في تقرير مصير هذه المجتمعات وفق رؤيا شبابية تريد أن تجد لها مكانة اجتماعية ضمن عالم الكبار.
|