المصدر: | منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة : ببليوغرافيا الأدب المغربي الحديث |
---|---|
الناشر: | جامعة محمد الأول - كلية الآداب والعلوم الإنسانية |
المؤلف الرئيسي: | سلوي، مصطفى (مؤلف) |
المجلد/العدد: | س2, ع2 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
المغرب |
التاريخ الميلادي: |
2013
|
الشهر: | يناير |
الصفحات: | 9 - 40 |
ISSN: |
2335-9374 |
رقم MD: | 591406 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | AraBase |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
أن عمل البيبليوغرافيا هام والباحث في أمس الحاجة إلى خدماته التي من شأنها أن تجعل بحثه موثقا منظما وفق أسس علمية، يرتبط فيها الحاضر بالماضي، والسابق باللاحق. غير أن هذا النوع من الدراسات والبحوث لازال متواضعا محتشما في بلادنا، بالرغم من وفرة الجامعات والمعاهد العليا، وبالرغم من كثرة الباحثين وتنوع مجالات البحث العلمي. بالإضافة إلى أن البحث البيبليوغرافي لازال ينجز في بلادنا بطرق قديمة متجاوزة، لا علاقة لها بما ينجز في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية. ولا صلة لهذا التواضع والتراجع بالباحثين المغاربة، ولكن مسؤوليته تعدو بالدرجة الأولى إلى مراكز البحث التي لا توجه طلبتها إلى هذا النوع من الدراسات، ناهيك على أن البحث في البيبليوغرافيا هو عمل هيئات وليس عمل فرد أو أفراد. الشيء الذي لا وجود له في بلادنا حتى على مستوى المكتبات العامة الكبرى؛ كالمكتبة الوطنية بالرباط والمكتبات التي تنتشر هنا وهناك بفاس ومراكش وتطوان والدار البيضاء وغيرها من المناطق المغربية في الشمال والجنوب، التي كانت، في يوم من الأيام، معقلا للعلم ومحجا للعلماء. ذلك بأن البحث البيبليوغرافي الذي نصبو إلى إنجازه والتعلق به هو البحث البيبليوغرافي الواصف للإنتاجات الأدبية والعلمية من الداخل، وليس ذاك الذي يقف عند حدود صفحة الغلاف أو صفحة العنوان؛ يستقرئ ما تتوافر عليه من بيانات، وينقلها جنب عنوان المؤلف؛ لتحور بعد ذلك القيمة العلمية التي تجعل منها معلومة بيبليوغرافية. وبالرغم من أن نعت المعلومة البيبليوغرافية يصدق على مثل هذا العمل، إلا أن غيرنا يعمل في مجالات أوسع وأرحب هي البحث البيبليوغرافي الذي يعتمد قاعدة التكشيف، وليس قاعدة البيانات الجزئية البسيطة. وعلى هذا الأساس تكون البيبليوغرافيا الحقة هي تلك التي تتحدث عن الكتاب، وليس تلك التي تقنع بوصفه والعقود عند عتبة صفحة غلافه. وحين علمت بأن زميلي الأستاذ الدكتور محمد يحيى قاسمي يشتغل مع طلبته الباحثين بوحدة بيبليوغرافيا الأدب المغربي الحديث بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الأول بوجدة، في أنواع من البيبليوغرافيا يعملون من خلالها على فهرسة المادة العلمية والأدبية التي تنطوي عليها كثير من الملاحق الثقافية لعدد من الجرائد والمجلات المغربية، استبشرت خيرا؛ وقلت: هذا هو الاتجاه السليم والفاعل للعمل البيبليوغرافي. وكنت قد علمت بأن الأستاذ محمد يحيى قاسمي قد بدأ هذا العمل منذ عقدين من الزمن مع طلبة الإجازة، حين كان يكلفهم بجمع المادة الأدبية أو الشعرية أو النقدية التي تتوافر عليها الملاحق الثقافية لجريدة (العلم) و(المحرر) و(الاتحاد الاشتراكي) و(الميثاق الوطني)، وبعد ذلك الملحق الثقافي لجريدة (المنعطف)، بالإضافة إلى المادة الأدبية التي تنطوي عليها كثير من المجلات الأدبية المغربية، خاصة ما يهم منها الأدب المغربي الحديث والثقافة المغربية على وجه العموم. كل هذا وغيره من شأنه أن يجعل البحث البيبليوغرافي في بلادنا وجامعاتنا ومعاهدنا العليا على الطريق الصحيح ويوجهه الوجهة التي بمقدورها إيصال الباحثين على مقاصدهم الحقة من تصفح بيبليوغرافيا من البيبليوغرافيات. غير أن هذا العمل نفسه لابد له من طاقات كبرى ووسائل بشرية ومادية تمكنه من بلوغ المراد الفاعل من البيبليوغرافي كما تنجزها كثير من المكتبات الأوروبية والأمريكية. وإذا عدنا إلى العمل الذي أنجزته ههنا، وهو بيبليوغرافيا منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية لجامعة محمد الأول بوجدة، فهو نفسه عمل لم يرق إلى الطموحات المرجوة، بالرغم من قلة المنشورات التي تم العمل عليها. ذلك بأنني وقفت عند حدود تكشيف الموضوعات (في حدود عناوينها وما تدل عليه بصفة مختصرة) التي تتوافر عليها هذه المنشورات، دون الغوص في تكشيف المادة الأدبية والعلمية الداخلية التي لا يمكن الوصول إليها إلا عن طريق تحديد الموضوعات الصغرى التي ترقى إلى الأجناس الأدبية والجزئيات الصغرى التي تتصل بالأفكار والأماكن والأعلام والقضايا وغير ذلك من العناصر التي يحتاج إليها الباحث في أدق طلباته من العمل البيبليوغرافي. وهذا ما تصبو البيبليوغرافيا الحقة إلى إنجازه؛ وهو التوصل إلى تكشيف أبسط جزئية في الكتاب، بدءا بصفحة الغلاف وصفحة العنوان، ثم صفحة فهرسة الموضوعات وما تنطوي عليه من عناوين وانتهاء بالمضامين الداخلية للمتن. فالمراد من التكشيف في أتم صورة الحديث عن الكتاب انطلاقا من أقسامه الكبرى، وهي: ما تتوافر عليه صفحة الغلاف وصفحة العنوان من بيانات أولية. ما تنطوي عليه صفحة فهرسة الموضوعات من عناوين (أبواب وفصول ومباحث الكتاب). ما يزخر به المتن من قضايا وموضوعات وأعلام وأجناس. والحق أن عملا كهذا في حاجة إلى فريق من الباحثين، وإلى عدة لوجيستيكية هامة تمكن من إنجازه على أحسن صورة. وفي غياب كل هذه الوسائل والنيات والمقاصد، تبقى البيبليوغرافيا عالقة في مفاهيمها الأولى، قنوعة بالقعود عند العناصر والبيانات الأولى التي لا تشفي غليل الباحث من العودة إلى بيبليوغرافيا من البيبليوغرافيات. وفي انتظار أن يتحقق هذا المنال، ليس لنا سوى أن ننوه بالجهود التي ينجزها طلبة وحدة بيبليوغرافيا الأدب المغربي الحديث بكلية الآداب والعلوم الإنسانية لجامعة محمد الأول بوجدة والأستاذ محمد يحيى قاسمي على ما يبذلونه من جهد في سبيل تحقيق هذه الغايات. |
---|---|
ISSN: |
2335-9374 |