المصدر: | مجلة الدولية |
---|---|
الناشر: | محمد نشطاوي |
المؤلف الرئيسي: | المهذبي، ميلود عبدالله (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع1 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
المغرب |
التاريخ الميلادي: |
2005
|
الصفحات: | 143 - 164 |
رقم MD: | 592370 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
قواعد المعلومات: | EcoLink |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
1-إن تعثر بناء اتحاد المغرب العربي ولأسباب متعددة (خارجية وداخلية)، سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية، وفوق كل ذلك تأثيرات المتغيرات العاصفة، لا ينبغي لنا (نحن سكان هذه المنطقة) أن نصاب من جرائه باليأس أو بالإحباط، فالفشل في بناء الاتحاد المغاربي (مؤسساتيا) قد يدعو البعض إلى نفض الأيادي اعتمادا على فشل المشروع، واستنادا إلى حجة غياب الإرادة. إن كافة هذه التحديات والعوائق يفترض أن تخضع لدراسة عميقة للبحث في أسباب تعثر مشروع اتحاد المغربي العربي. فالتشخيص السليم للأسباب التي حالت دون إمكانية بناء مؤسسات قادرة على الاستجابة لروح العصر قد يعتبر بداية الوعي بحقيقة ما يجري، والوعي بالحقيقة أولي بدايات يشكل الإرادة – المقاومة. 2-إن التواصل مع الاتحاد الأوروبي ورغم العديد من التحفظات ذات الجانب التاريخاني أو السياسي أو العقائدي والتي تبديها العديد من النخب في الجانبين، لم يعد بالنسبة للمغرب العربي خيارا. إن أوروبا الغربية قريبة من دول المغرب العربي جغرافيا (والجغرافيا تصنع التاريخ)، ومتفاعلة مع المنطقة تاريخيا (والتاريخ محرك، وليس معرقل)، لذلك نرى أنه لا مناص من التعاون مع أوروبا، وقد لا يبدو تطرفا الاستجابة لبعض التحفظات المتعلقة بصيغة أوجه التعاون، وبالقدر الذي يمكن أن يحقق التكافؤ وشيئاً من الندية والاعتراف بالآخر، وهي شروط واستحقاقات لنجاح الحوار. وسواء اتخذ هذا الحوار أسلوب (مسار برشلونة)، أو سياسة الجوار أو صيغة 5 + 5 أو صيغة 12 + 5 أو أي صيغة رياضية أخرى، فإن الأمر لم يعد ترفا. إن التواصل والحوار مع الشمال الأوروبي وإن لم يكن كله خير فإن القطيعة معه والانكفائية لن تكون إلا تجاوزا لواقعية العلاقات الدولية، فضلا على أنها تتناقض وطبيعة الأشياء. 3-إن البحر المتوسط لا يمثل مجالا جغرافيا، وبحرا طبيعيا فحسب، بل إنه يعتبر امتدادا تراثيا وحضاريا شاركت في بناء معالمه حضارات وشعوب مطلة عليه، وهو بذلك يمثل العالم القديم الذي تسعى الولايات المتحدة الأمريكية لإيقاف أي دور له في بيئة العلاقات الدولية المستقبلية وعلى حساب العالم الجديد. لذلك، فإن منطقة البحر المتوسط مؤهلة تاريخانيا وحضاريا واقتصاديا وثقافيا أن تؤدي دورا في مجريات الأحداث، إلا أن ذلك مشروط بعد جسور الاحترام والتعاون ما بين الضفتين، بتعزيز الروابط ما بين دول اتحاد المغرب العربي، والتي هي في أمس الحاجة إلى نحت مفهوم جديد للدولة المغاربية، في صيغة الاعتراف بتراجع بل وضعف الدولة الوطنية في مواجهة عاصفة التبدلات في الاستراتيجيات والتفاعلات والمسارات التي تمر بجميع دول العالم. 4-إن دول المغرب العربي تقع عليها مسؤولية إدراك حقيقة صعود الولايات المتحدة الأمريكية كقوة مسيطرة على كثير من مجريات التفاعلات الدولية، وعليها أن تدرك أيضاً حجم وثقل هذا المتغير والمتعامل معه دون إغفال أهمية استراتيجية الفضاءات الاقتصادية والتكتلات التجارية، واعتبار الامتداد الأوربي والمغاربي أحد أهم أدوات تطوير وتعزيز القوة التفاوضية الجماعية، والتي تؤكدها مسلمة تراجع القوة السيادية للدولة الوطنية. |
---|