المصدر: | مجلة جامعة ابن يوسف |
---|---|
الناشر: | جمعية إحياء جامعة ابن يوسف |
المؤلف الرئيسي: | بورشاشن، إبراهيم بن عبدالله (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع6,7 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
المغرب |
التاريخ الميلادي: |
2008
|
الصفحات: | 185 - 212 |
رقم MD: | 592477 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | EduSearch, IslamicInfo, HumanIndex, AraBase |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
انفتح ابن طفيل على التصوف انفتاحا كبيرا سواء على المستوى النظري أو المستوى العملي، وهو انفتاح جعله في نظر محيطه من الأولياء. لكن انفتاح أبي بكر هذا أبقى عليه فيلسوفا منتصرا للعقل والتأمل الفكري. ففضلا عن أنه كتب رسالته بنفس فلسفي عميق، فإننا نجده، منذ بداية تجربته إلى نهايتها، كلما بدهه أمر يحير أو وجد نفسه أمام ظاهرة تقلق إلا ويطرح الأسئلة ويصوغ التساؤلات بمنهج أهل النظر ليجد الحلول للإشكالات المطروحة ويفتح آفاقا جديدة في العلم والعمل. فرسالته، بهذه الجهة من النظر، هي مقالة فلسفية سواء على مستوى موضوعها أو منهجها، إنها رسالة اغترفت من معين التراث الفلسفي المشائي والشرقي لتعبر عن تجربة عملية توصل إلى "المقام الكريم"، مقام "أهل الولاية" الذي لا ينفصل عن مقام الفلاسفة إلا بدرجة الوضوح واللذة. أما عن منهج التعبير فقد ظل، عند ابن طفيل، منهجا وفيا لطرائق أهل النظر في العبارة. إن "الولي" هاهنا رجل فكر وتأمل من جهة ورجل رياضة عقلية ومجاهدة فكرية من جهة أخرى. إنه يترجم هنا نموذج "العارف بالله" كما سوته "الفلسفة المشرقية" التي أقام بناءها ابن سيناء وتحرك ابن طفيل في فضائها، عاشقا لها وكلفا بها. واخيرا، إن انفتاح ابن طفيل على التصوف مع حرصه الشديد على أن يظل وفيا للفلاسفة سواء في الموضوعات التي يعالجونها أو في طرائق التعبير التي يؤمونها، كل ذلك يجعل رسالة "حي بن يقظان" مقالة فلسفية بامتياز ويبقى فيلسوف مراكش في دائرة النظار. |
---|