ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







آثار الفكر اليوناني في الفكر العربي المعاصر قراءة نقدية لمفهوم التأريخ للفلسفة عند عبدالرحمن بدوي

المصدر: مجلة رهانات
الناشر: مركز الدراسات والأبحاث الإنسانية
المؤلف الرئيسي: فتح الدين، عبداللطيف (مؤلف)
المجلد/العدد: ع4
محكمة: نعم
الدولة: المغرب
التاريخ الميلادي: 2007
الشهر: صيف
الصفحات: 40 - 46
رقم MD: 593395
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

48

حفظ في:
المستخلص: يتبين مما سبق ان أهم ملامح تأريخ الدكتور البدوي، للفلسفة اليونانية، عبر فصولها الأربعة، وتأويله لها بروح نقدية تسعى إلى استبدال قيمه الثابتة بقيم متحرك جديدة بالوقوف عليها واستشراف مواطن القوة والحياة ومكامن النزعة الانسانية والكونية فيه. فالتاريخ فعل متحرك يخضع حينا لمجموعة من الشروط التي تنتج فكرا متميزا تتحقق بموجبه، إبداعات فكرية وأدبية وفنية فريدة، وحينا آخر تخضع لما يسميه سبنجلر "ظاهرة التشكل الكاذب" التي تعتبر عامل سلب وعقم فكري وفلسفي، حيث تأخذ الصورة وتمنع الإبداع، تتبنى الشكل وتخنق الروح. فالفكر اليوناني، إذا، يتطور وفق جدلية تامة بين التباث والحركة، بين المحلي والكوني لخلق حياة إنسانية أفضل. إلا ان هذا التطور حكمته "بداية" هي النشأة الوحيدة للفلسفة، بحيث لا مجال للقول بالتماثل بين الإنجازات المهمة للفلسفة الشرقية قبل القرن السادس ق.م، ونتيجة لذلك، تم ابتسار الفكر اليوناني في إحدى لحظاته (الربيع والصيف) دون المراحل الأخرى (الخريف والشتاء). لم تحكم مسألة التاريخ للفلسفة اليونانية، لدى د. بدوي، شروط التفاعل بين الفلسفة اليونانية والثقافات المعصرة لها، بل اعتبر، في كثير من الاحيان، ان العناصر الدخيلة هي التي شكلت عامل سلب على التطور "التأصيلي" للفكر اليوناني من النشأة إلى الخفوت. وبذلك يغفل فيلسوفنا. أن التأثير بالفلسفات السابقة هو فعل طبيعي في السيرورة الطبيعية لتاريخ الفلسفة، وأن صفة التأثر لا تعني المماثلة والإتباع ولا تتناقض تماما مع فعل الإبداع والجدة: ففعل الإبداع لا يعني الخلق من عدم بقدر ما هو فعل تحول من القوة إلى الفعل، كما عبر عن ذلك أرسطو. وبهذا المعنى يمكن القول أن: كل فلسفة لا يمكن أن تتجدد بقراءة تاريخها الخاص ولكن بتفاعلها مع ثقافات عصرها واستلهامها لروح الماضي بروح نقدية، حتى يتسنى لها إعادة قراءة تاريخ الفلسفة قراءة تعيد لمختلف الفترات التاريخي قدرها من الإسهام في هذا التاريخ معيدة النظر في علاقة الذات بالأخر و المحلي بالكوني في التشكل التاريخي للحضارات.