ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الارتباط السياسي لبعض الأشراف الزيديين بالدولة الكثيرية في عهد السلطان بدر بن عبدالله بوطويرق ( 927 - 972 هـ / 1520 - 1565 م )

المصدر: التواصل
الناشر: جامعة عدن - نيابة الدراسات العليا والبحث العلمي
المؤلف الرئيسي: الميسري، محمد عبدالله سعيد سالم (مؤلف)
المجلد/العدد: ع31
محكمة: نعم
الدولة: اليمن
التاريخ الميلادي: 2013
الشهر: يوليو
الصفحات: 107 - 140
رقم MD: 601286
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: AraBase
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

58

حفظ في:
المستخلص: على الرغم من الضعف الذي حل بالدولة الطاهرية، بعد مقتل أبرز ملوكها الظافر الثاني عامر بن عبد الوهاب بن طاهر في سنة 923هـ/ 1516م، على يد المماليك الجراكسة كانت اليمن عموماً على أعتاب مرحلة جديدة من تاريخها، حيث استغلت كل الأطراف هذا الضعف، لتستقل بما تحت يدها من المناطق والحصون في مختلف الجهات، إلا أن الأشراف الزيديين في أقصى الشمال، وآل كثير في أقصى الشرق، كانوا من أكثر الأطراف استفادة من هذا الضعف، إذ استولى الإمام الزيدي شرف الدين يحيى على معظم المناطق في اليمن الأعلى، بينما استقل آل كثير بما تحت أيديهم من المناطق في ظفار وحضرموت، ليؤسسوا الدولة الكثيرية. وفي مثل هذه الأوضاع، كان على الأشراف الحمزيين في صعدة والجوف، الاختيار بين مبايعة الإمام شرف الدين، وتسليم المناطق التي تحت أيديهم له، أو الوقوف ضده. ولأن جزءاً منهم بقيادة الأمير ناصر بن أحمد بن محمد بن الحسين الحمزي، قرر مواجهة الإمام شرف الدين، فقد نتج عن تلك المواجهة هزيمة نكراء لهذا الأمير وشيعته، وأصبحوا مطاردين في مناطق اليمن الأعلى. ونظراً لما تقدم، اضطر هذا الأمير ومن معه، إلى الخروج من اليمن الأعلى، ولم يكن لهم من سبيل إلا اللجوء إلى حضرموت، حيث كان السلطان بدر بن عبد الله بوطويرق في انتظارهم، ومع أن زيارتهم الأولى في سنة 941هـ/ 1534م، كانت لاستطلاع المكان، إلا أنهم سرعان ما عادوا إلى حضرموت في العام التالي. وخلال الأربعة أعوام التي قضاها الأمير ناصر في حضرموت (942- 946هـ/ 1535م- 1539م)، شكل الأشراف الحمزيون بقيادته، القوة الضاربة التي استطاع من خلالها السلطان بدر تحقيق العديد من الانتصارات على خصومه، ولم تقتصر الخدمات التي قدمها الأمير ناصر للدولة الكثيرية على الشؤون القتالية وحسب، بل تعدتها للقيام بأعمال الوساطة فيما بين السلطان بدر وغيره من الخصوم القبليين. ولضمان بقائهم في الدولة الكثيرية، بذل السلطان بدر كل ما في وسعه لإرضائهم ، فعين الأمير ناصر والياً على منطقة هينن، وأعطاه من الأموال الشيء الكثير، إلا أن الأمير ناصر قرر في سنة 946هـ/ 1539م، العودة إلى الجوف لزيارة الأهل والأقارب، ولا سيما وقد خف الطلب عليه من قبل الإمام شرف الدين، فعاد إليها، إلا أن الأشراف الحمزيين من آل غراء وعلى رأسهم الأمير الحسين بن عبد الله بن الحسين "الشويع"، وهم من أنصار الإمام شرف الدين، وبينهم وبين الأمير ناصر وقومه من آل جودة، عداوات وحروب سالفة، أغروا به الإمام شرف الدين، فعاد إلى حضرموت مرة أخرى في سنة 948هـ/ 1541م. ولكي يجد حلاً دائماً لما يعانيه من التشرد والحاجة، قرر الاتصال بالأتراك العثمانيون في زبيد، الذين بدورهم رحبوا به، وكان السلطان بدر حلقة الوصل بين الجانبين. واستناداً على ما تقدم، كان الأتراك العثمانيون يرسلون الأموال من زبيد إلى حضرموت بعلم السلطان بدر ورعايته، وكان الأمير ناصر، يحرض القبائل في اليمن الأعلى ضد الإمام شرف الدين، لكي يلهيه عن مقاومة الأتراك العثمانيين. ولم تزل العلاقة التي جمعت السلطان بدر بالأمير ناصر تتوطد وتتعمق، حتى وصلت حد المصاهرة، وكانت هذه المصاهرة أقصى ما وصلت إليه العلاقة بين الرجلين، فبعد أشهر منها، ساءت العلاقة بينهما، وعاد الأمير ناصر إلى الجوف في سنة 950هـ/ 1543م، بعد أن طلق ابنة السلطان بدر، ولأن السياسة هي التي جمعت بين الطرفين، فإن الخلاف الذي حدث بينهما، لم يؤثر في مدى التعاون المطلوب من كليهما خدمة للدولة العثمانية، كما أن ذلك لم يمنع السلطان بدر من أن يطلب مساعدة الأمير ناصر في مواجهة خصومه، وذلك من خلال إمداده بالمقاتلين الأشداء من الجوف وصعدة. وفي سنة 952هـ/ 1545م، تعززت مكانة الأمير ناصر، في مناطق اليمن الأعلى، وذلك بعد الخلاف والاقتتال الذي حدث بين الإمام شرف الدين وولده المطهر بسبب من يخلفه في الإمامة، وما زال نفوذه يتقوى فيها، حتى استولى على مدينة صعدة في سنة 960هـ/ 1553م، إلا أن هذا الأمر لم يستمر طويلاً، نظراً لقدوم الأتراك العثمانيين إليها. وفي سنة 970هـ/ 1563م، توفي الأمير ناصر في حصن الزاهر في الجوف، أما السلطان بدر فما زالت علاقته بالأشراف الحمزيين من آل جودة تتوطد، حتى عقد معهم حلف النصرة، وبموجب هذا الحلف أرسل السلطان قواته إلى الجوف نصرة لهؤلاء الأشراف، فاستولت على الدرب وعسيلان والحزم والزاهر، ثم عادت أدراجها إلى حضرموت، تجنباً لأي صدام محتمل مع الأتراك العثمانيين في صعدة. وفي شهر صفر من سنة 972هـ/ 1565م، تنازل السلطان بدر برغبة منه، أو بإلحاح من أولاده عن السلطنة لولده عبد الله بعد أن تجاوز من العمر ثمانين عاماً.