ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







إستفتاء فى قضية تختص بتجديد فهم الدين : ما هى أيام الحج فى العالم المعاصر

المصدر: إسلامية المعرفة
الناشر: المعهد العالمي للفكر الإسلامي - مكتب الأردن
المؤلف الرئيسي: أبو سليمان، عبدالحميد أحمد، ت. 2021 م. (مؤلف)
المجلد/العدد: مج20, ع78
محكمة: نعم
الدولة: الأردن
التاريخ الميلادي: 2014
التاريخ الهجري: 1435
الشهر: خريف
الصفحات: 133 - 148
DOI: 10.12816/0012983
ISSN: 1729-4193
رقم MD: 601322
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

9

حفظ في:
المستخلص: من الواضح مما تقدم، أن فريضة الحج هذه، التي تمتد إمكانية أدائها لكل مسلم في شهور الحج الثلاثة، وفقاً للمنطوق القرآني، في اجتهاد يستجيب ويتوافق مع حال هذا العصر، وظروفه الزمانية والمكانية، فإنها بهذا الاجتهاد تمكن كل مسلم، من أداء فريضة الحج، وتصبح فريضة الحج فريضة يمكن أداؤها لكل من يرغب في أدائها من المسلمين، مهما كان عددهم، وبعدت أوطانهم. والأمر الواجب المطلوب، على ضوء أحوال العصر، هو أن يهب كل ذي علم وفضل، ليمعن النظر والفكر والتدبر بكل الجدية، ويستدعي جميع جوانب الأزمة الراهنة المتمثلة في عدم قدرة أكثر المسلمين من أداء فريضة الحج، وهو إشكال نزل بالناس في هذا العصر بهذه الصورة التي لم يكن للناس عهد بها من قبل. وقد يكون حلُّه في إعادة النظر، في فهم المنطوق القرآني، ومفاهيمه التي تتعدى الزمان والمكان بشأن هذا الأمر، وفي أي أمر آخر من أمور حياة الإنسان حتى يوم الدين. وهذا يعني وجوب النظر في جميع وجوه "التجديد" الممكنة، لتحقيق الغايات القرآنية، والتيسير على الأمة في هذا العصر، وفيما سيأتي من عصور. إنه من الصعب على المسلم، استنئناساً بالنص القرآني، ومقاصده، وكذلك من الناحية العقلية، والنفسية، أن يسلم بأن الله فرض فريضة، ووضع ركناً من أركان الدين، لا يمكن أداؤه، وذلك بسبب الاستمرار على أحوال العصور السالفة، التي كانت تقصر أداء فريضة الحج كل عام على أربعة أيام فقط هي أيام (التاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر) من شهر ذي الحجة، فيكون أداء فريضة الحج مرة واحدة في العام "الهجري"، ومن ثم، يتحتم كما نشاهد أن يُحرم جل المسلمين من أداء هذا الركن من أركان الإسلام. والسؤال الموجه إلى علماء الأمة، ومفكريها وإلى جمهورها، هو: أما آن الأوان، لتقبل مفهوم معاصر، لنصوص القرآن، يستجيب لمستجدات العصر، بشأن هذا الركن، وهو أن من يحج من المسلمين في أية خمسة أيام من أيام أشهر الحج، فقد صح حجه، وأدى فريضته وحقق الغايات الروحية والحياتية من حجه؟! إننا نحسب أن النص القرآني، وبناء اللغة العربية وقواعدها لا يمنع من هذا "الاجتهاد"، بل يؤيده. ولعل في هذه الرؤية "الاجتهادية" ما يمُكن الأمة في هذا العصر من "تجديد دينها"، في شأن الحج، ويُمكن كل مسلم من أداء فريضة الحج، إنفاذاً لأمر الله سبحانه وتعالى، في أداء ما فرضه عليهم، والتشرف بأمنية الطواف بالبيت، وأداء الصلاة في المسجد الحرام، وتحقيق غايات الحج الروحية والإنسانية التي منها تعارف المسلمين جميعاً كأخوة في الله، على صعيد عرفة، على اختلاف القسمات والألوان واللغات والأوطان. يقول الله سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وأُنثَى وجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) (الحجرات: 13). هذا ما جال في خاطر ابن مكة، التي شاهد فيها على مدى عمر مديد من الأحوال ما جعله يعيش زماناً مضى، وزماناً حل وأتى، وهو ما دعاه لأن يطرح هذه الرؤية الاجتهادية مستفتياً علماء الأمة ومفكريها وجمهورها ومستنيراً بحواراتهم في هذا الشأن العظيم، الذي يهم الأمة في كل مكان. أدعو الله سبحانه وتعالى، أن يأخذ أهل العلم والفكر وجمهور الأمة، هذا الأمر العظيم بكل الجد والاهتمام، والتمعن والتدبر فيه، ليصلوا بإذن الله، إلى ما فيه الخير والصواب. فلا تجتمع أمة الإسلام على ضلالة. والله سبحانه هو الهادي إلى سواء السبيل.

ISSN: 1729-4193

عناصر مشابهة