ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







الجنود السينغاليون أداة فرنسا لإخضاع المغاربة

المصدر: مجلة رهانات
الناشر: مركز الدراسات والأبحاث الإنسانية
المؤلف الرئيسي: بياض، الطيب (مؤلف)
المجلد/العدد: ع28
محكمة: نعم
الدولة: المغرب
التاريخ الميلادي: 2014
الصفحات: 32 - 36
رقم MD: 601597
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: HumanIndex
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

10

حفظ في:
المستخلص: قد نتفق مع علال الفاسي في القول إن على الفرنسيين ((أن يذكروا أن جيوشهم لم تحمل لنا الأمن والسلام، وإنما حملت لنا وحشية السود محمية بعلم الجمهورية الذي كان يجب أن لا يحمي غير الحرية والمساواة والإخاء)) (16). لكن علينا أن نوضح أن هذه الوحشية لم تكن وليدة ظرفية السابع أبريل 1947، بل طبيعية ومتوقعة إذا ما تمت قراءتها في السياق التاريخي الذي أفرزها والذي عرضنا تفاصيله فيما سبق. فوحشية هؤلاء السود لم تكن إلا ذلك الكرباج البديل الذي جلد أبناء الدار البيضاء زوال يوم السابع من أبريل سنة 1947، نيابة عن حفدة الثورة الفرنسية وبإيعاز منهم، كيف لا وهم من رأى في هؤلاء السود مادة عجين يصنعون منها ما شاءوا على حد تعبير ((شارل مانجان))، أو من رأى بكل عجرفة واستعلاء أنه وحده الجدير بلقب الإنسان وأن هذا الزنجي الذي جلبه إلى المغرب ليس سوى مجرد كلبه الذي يسير معه حيث يشاء لصد الذئب أو الثعلب العربي كما جاء في رسالة الطبيب الفرنسي الموجهة إلى ليوطي. لذلك فمسألة الاشمئزاز الفطري للعربي من الزنجي التي انتهت بها هذه الرسالة والتي اعتبرها ((جورج سبيلمان)) سببا في حقد الجنود السينغاليين وانتقامهم شر انتقام ممن كانوا إلى عهد قريب يتاجرون بهم، ليست إلا دعاية رخيصة مردود عليها بالقرائن التاريخية الواردة سابقا والتي تؤكد أن القوة السوداء لم تكن مجرد صحون طائرة هوت بشكل تلقائي على رؤوس المغاربة، بل خيار إستراتيجي فرنسي مفكر فيه ومصمم بعناية قبل ما يقرب من نصف قرن على أحداث كريان ابن امسيك، لذلك فالجندي السينغالي لم يكن في نهاية المطاف إلا ((عبدا مأمورا)) من طرف سيده الفرنسي وأداة عنفه التي مرنها فيما سبق على إنجاز مثل هذه المهام في جهات مختلفة من العالم.

عناصر مشابهة