المستخلص: |
تناقش هذه الورقة تحول روسيا التي لم تحدد، منذ حقبة التسعينيات، مصالحها الوطنية في الشرق الأوسط والعالم العربي نحو انتهاجها سياسة أكثر نشاطا وفاعلية في المنطقة، ولا سيما بعد مجيء فلاديميربوتين إلى السلطة. وكانت محاولات بوتين لتعزيز النفوذ الروسي في الشرق الأوسط بدافع من مزيج الحنين إلى تركة النفوذ السوفياتي السابق والمصالح الوطنية الاستراتيجية. مع تداعيات الربيع العربي أحست روسيا أن الثورات العربية قد تنتج تغيرات جيوسترتيجية في الإقليم لا تتلاءم وطموحها المتنامي، لذا كان الموقف الروسي مختلفا إزاء كل حدث وحالة في دول الربيع العربي؛ إذ أبدت تحفظات ومواقف مناوئة للتغير في ليبيا ومصر، وبفاعلية أكبر في سورية، إلى حد جعلها أبرز اللاعبين المؤثرين في الأزمة السورية، بينما لم يكن موقفها مؤثرا في اليمن وتونس والبحرين؛ والواقع يشير إلى أن دوافع الدور الروسي وحيثياته، ترجع إلى أمور عدة؛ منها ما يتعلق بتخوفها من تأثر الوضع الداخلي الروسي بموجات التغيير الديمقراطي التي تجتاح المنطقة العربية، ومن إرهاصاته على مستقبل دول آسيا الوسطى، ولا سيما الدول الحليفة لها مثل (أذربيجان، وكازاخستان، وطاجكستان، وبيلاروسيا). تناقش هذه الورقة كل هذه التشابكات على خلفية المشهد العربي الراهن.
|