المستخلص: |
تشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى ازدياد أعداد المدمنين على المخدرات في الوطن العربي ، حيث بلغ عشرة ملايين مدمن ومن المتوقع زيادة الأعداد نتيجة انخفاض أسعار المخدرات وتنوعها وزيادة معدلات البطالة والإحباط لدى الشباب العربي ويولد تعاطي المخدرات سلسلة من المشكلات الاجتماعية تعيش في رحم المجتمع العربي ولذلك تنطوي هذه الدراسة على تقصي أحد المؤشرات السلبية في التغير الاجتماعي وهو ارتفاع معدل ونسبة المتعاطين والمدمنين على المخدرات التي حصلت بسبب التحولات الاقتصادية السريعة وتنامي الثقافة الاستهلاكية. وبسبب المخاطر النفسية والآثار الاجتماعية المفككة للأسرة والمعوقات المهنية في الأداء الوظيفي تطلب ذلك الوقاية منها عن طريق التعرف على الناشط الرتيب لحياة المدمن وتحديد الثقافة الفرعية للمدمنين من أجل الحصانة الذاتية والمجتمعية كاستراتيجية لمواجهة المخدرات على المستوى البعيد موضحة الوقاية التنويرية للشباب كوسيلة إصلاحية استشرافية تعزز قدرات الشباب الفكرية والسلوكية ، مؤكدة على أن الوقاية التنويرية هي من مسؤولية الدولة والمجتمع والأسرة والفرد أي مسؤولية الجميع. وقد أوضحت الدراسة أن معظم الناس يعرفون المخدرات كعقار مضر بالصحة والأخلاق والأسرة والمجتمع ، ولكن لا يملكون الوعي الكافي للحد من آثارها ومن مخاطرها على الفرد والمجتمع ، فالمدمن لا يعرف آثارها وأبعادها السلبية عليه بينما الفرد السوي يعي ذلك ، لذلك فقد حرصت الدراسة على توضيح أهداف الوقاية من المخدرات. وقد انتهت الدراسة إلى إبراز أهمية التدابير الوقائية للوقاية من المخدرات مع العمل على تبني ثقافة مضادة للتعاطي والإدمان وتقوية وتفعيل الرقابة الداخلية للأسرة وتغذية الثقافة الفرعية للمدمنين بالمضامين الإيجابية للأسوياء وأخيراً انتهت الدراسة إلى أن مهمة الوقاية هي مسؤولية مشتركة بين الدولة والمجتمع والأسرة والفرد هي مسؤولية جماعية تهم الجميع وليس على عاتق جهة واحدة وهذا لا يمكن أن يتم إلا بواسطة التوعية والتنوير الصحي والأخلاقي والضبطي للأسوياء وليس للمدمنين.
|