ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







في استشفاف عالم الغد

المصدر: مجلة المنبر
الناشر: هيئة علماء السودان
المؤلف الرئيسي: شفيق، منير (مؤلف)
المجلد/العدد: ع7
محكمة: نعم
الدولة: السودان
التاريخ الميلادي: 2008
التاريخ الهجري: 1429
الشهر: ديسمبر
الصفحات: 252 - 262
ISSN: 1858-6457
رقم MD: 609513
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
اللغة: العربية
قواعد المعلومات: IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

6

حفظ في:
المستخلص: إن ما تقدم لا يغطي ألا الإجابة العامة عن شرط انتقال الأمة المسلمة إلى أن تضطلع بدور حضاري ريادي، أو مهم، في عالم الغد، وهي أجابه مركزة على الوضع السياسي الاقتصادي "العسكري أساسا للأمة، أو على وضمه ضمن معادلة الدافع وموازين القوي على مستوي عالمي، أي مسالة انتقال الأمة من حالة الاستضعاف إلى حالة العزة والمنعة والعطاء. وإذا كانت عملية الانتقال هذه تحتاج إلى استراتيجية أو استراتيجيات بعيدة الأمد، تعتمد التدرج والنفس الطويل، ضمن طريق متعرج تحف به الإنجازات والنكسات، والنهضات والكبوات، فإن الإسهام الحضاري يمكن أن يقع جزئيا في أثناء ذلك، وفي آماد قصيرة، أي منذ الأن، وكان كذلك طوال مائتي السنة الماضية... ومن هنا ممكن أن يشار إلي إجابة عن السؤال حول الدور الحضاري للامة المسلمة في عالم الغد، ضمن مستويات أدني من مستوي الطموح الأكبر الذي يشترط عزة الأمة بادئ ذي بدء. أما بالنسبة لتلك المستويات التي تشمل مجمل الجهود التي يبذلها العلماء والمجددون والمصلحون وحركات النهضة والمؤسسات الاقتصادية والجمعيات التي تعني بالدعوة والصحوة ومعالجة هذا المرض أو ذاك، من الأمراض التي تعانى منها الأمة، فها هنا يأتي بعض الخير من كل جهد إسلامي مها كان متواضعا ومحدود الأثير وجزئيا، في عملية تعظيم الدور الحضاري الذي ما فتئت تلعبه الأمة الإسلامية وما زالت وستبقي على الرغم مما مر بها من حالات التبعية والاستضعاف والهوان والتشرذم والضياع ، فقد ظلت هنالك منابر تضئ في الكثير من المجالات علي مستوي الدعوة والصحوة، والاجتهاد، والثقافة والوعي، وتقوم الأخطاء الفردية، والنصح للحكام والأمة، وبناء الأنسان المسلم وتربيته، وما إلى هنالك من مجالات. صحيح أن كل ذلك لم يرتفع بالأمة إلى مستوي الريادة الحضارية في العالم، ولكنه أرسى بها وقدم القدوة جزئيا، وأبقي الحراك الإيجابي في الأمة مستمرا ينهض بعد تعثر. وإذا تعثر مرة أخري يحاول النهوض من جديد، فلا يقنط من رحمة الله حتى عندما يري الجهود لا تنجز إلا جزئيا وتقصر عن تحقيق الطموح الذي حملته البداية. الأمر الذي يسمح بالقول: إن القدر يغلي ويتحرك على الرغم من ثقل الغطاء الذي يكبته "العامل الخارجي" وعلي الرغم من عظم المعوقات الداخلية التي تسهم في إبقاء ذلك الغطاء ثقيلا رابضا على صدره. إما الأمر الثاني الذي يتوجب قوله فهو: ألا نستصغر أي جهد مهما كان متواضعا في عملية إنهاض الإمة، فننظر بالتقدير لكل جمعية خيرية، ولكل حركة دعوية، يسد ثغراً من الثغور، التي يأتي منها الإعداء والأمراض أو الإنحرافات، لان في كل ذلك جهدا مقدرا في عملية الانتقال المرجوة ، ذلك لان عملية الانتقال ستأتي من بعض أوجهها عبر محصلة عامة لكل هذه الجهود ، علي مستوي الامة، وليس عبر جهد واحد، علي مستوي فرد بعينه أو جماعة بذاتها أو دولة يعينها. وبهذا نكون أمام منظورين أو استراتيجيتين لتحقيق انتقال الأمة إلى مرحلة الشهادة علي العالم، أو قل مرحلة الدور الحضاري الإسلامي الرائد في عالم الغد.. وهما: معالجة الإشكال في جانبه السياسي والاقتصادي والعلمي والعسكري، على مستوي تحقيق العزة للامة في العالمين. - وثانيهما العمل الدائب الذي ينجز أصلاحا وإنهاضا على مستوي فردي وجزئي، ويمس هذا المجال أو ذاك المجال، في هذا البلدان أو ذاك. مع التأكيد على أن المستوي الأول هو الحاسم في نهاية المطاف، بينما الثاني هو الذي يهيئ الأرض ويقلع الأعشاب ويزرع هنا وهناك، ويرفع المنائر، علي محدودية تأثيرها، وسط ظلام مدلهم، حتي تبزغ الشمس بضوئها الباهر بعد التقاء متكامل بين المستويين، أي بين عمل الدول وعمل الشعوب في الأمة

ISSN: 1858-6457

عناصر مشابهة