ارسل ملاحظاتك

ارسل ملاحظاتك لنا







دور الإعلام في نشر ثقافة الحوار بين الأديان

المصدر: مجلة الكلية الإسلامية الجامعة
الناشر: الجامعة الإسلامية
المؤلف الرئيسي: اسماعيل، بشرى جميل (مؤلف)
المجلد/العدد: مج9, ع28
محكمة: نعم
الدولة: العراق
التاريخ الميلادي: 2014
التاريخ الهجري: 1435
الشهر: ذوالحجة / تشرين الأول
الصفحات: 327 - 369
DOI: 10.51837/0827-009-028-028
ISSN: 1997-6208
رقم MD: 612821
نوع المحتوى: بحوث ومقالات
قواعد المعلومات: IslamicInfo
مواضيع:
رابط المحتوى:
صورة الغلاف QR قانون

عدد مرات التحميل

205

حفظ في:
المستخلص: "هل من الممكن قيام حوار معقول، ومنطقي، وبناء بين العرب والغرب؟ اعتقد أن ذلك ممكن... على العرب أن يقروا بأن الغربيين ليسوا كفاراً أو أنهم أعداء لهم، وأنهم أناس محترمون، يخافون الله وصادقون مخلصون... وعلى الغربيين أن يفكروا عن العرب أنهم أناس يمتلكون قيماً هامة ويسعون إلى تحقيق أهداف سياسية ذات شأن"* لقد أوضحت الرسوم الكاريكاتورية عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم وما أثارته من ردود فعل اتسمت بالعنف في بعض الدول، أن الفجوة بين الحضارات كبيرة، وتضع القرية الصغيرة التي حققها التطور الإعلامي العالم أمام تحديات جديدة في القرن الحادي والعشرين. بدأت قصة الرسام الدانماركي عن جهل، لأنه أضحى أمراً معتاداً أن ينتقد المسيح والله في الصحف الغربية، دون عدها إهانة، والجهل بثقافة الآخر هو ما دفعه لنشر الصور بحسن نية لمعرفة مشاعر الناس، على الأقل في الموضوع الديني. وأدت الفضائيات دوراً فاعلاً في أزمة الرسوم الكاريكاتورية سواء في هذا الاتجاه أو ذاك. ويفترض أن تساعد وسائل الإعلام على تحقيق مزيد من التفاهم بين الشعوب، لا أن تعمل على اتساع الهوة، ويدعو الأمر للتساؤل، لولا وسائل الإعلام، هل ستصبح ردة الفعل على الكاريكاتير الدنماركي نفسها؟ بمعنى هل كان لتلك السرعة في التعرف على الأحداث دورها في الصدام الأسرع بين الحضارات؟. إن التفاعل والتواصل بين الثقافات ظاهرة إنسانية، والعولمة بقدر ما أسهمت في التقارب بين الشعوب وانفتاح وتفاعل الثقافات على بعضها البعض، بقدر ما أدت إلى بروز النرجسية الحضارية والتعصب الديني والانغلاق على الذات. ولهذا يجب إن تعمل وسائل الاتصال بلا قيود ذات المضمون الجدلي والخلافي، وتتبنى إلابداع بطريقة القفز فوق حواجز النجمة السداسية، والصليب، والهلال، إذ يشكل التفاهم ما بين الأديان مدخلاً لوضع أسس شراكات إبداعية وقيمة تنعكس إيجاباً على المجتمع ويبدو أن تجاوز المسافة بين خطاب حوار الثقافات والأديان وبين الواقع المؤلم المكرس للعنف والتطرف والأحقاد وانسداد الآفاق، هي إحدى أهم الانشغالات المطروحة للنقاش، وعلينا أن نبدأ بترسيخ قيم الحوار والتسامح الديني والثقافي داخل التقاليد الثقافية والدينية المختلفة وداخل الأنظمة التربوية المختلفة، لتحول إلى سلوك فردي وجماعي داخل الأسرة، بين الأفراد، بين الجماعات وبين الأمم والشعوب. والحوار الثقافي والديني عملية ذات أبعاد عدة، يتطلب المثابرة والنفس الطويل. وينبغي اليوم تطوير بيداغوجية* جديدة ترسي لثقافة السلام وبشكل يؤدي إلى الحد من نزعات التطرف والعنف. هذا ما يفرض التفكير بحس نقدي في آليات تشكيل صورة الآخر وفي التصور الذي يدفع إلى اعتبار أن الأشرار دائماً هم الآخرون الذين لا يتقاسمون معنا الانتماء وتحميلهم مسؤولية أفعال وأعمال مشينة يرتكبها أفراد ومجموعات ينتمون إليها. وأمام الصعود القوي لدعاة التطرف الديني والفكري، ألا يجب البحث عن إستراتيجيات إعلامية جديدة لتحويل دياناتنا وثقافاتنا إلى منابع للحب، والتضامن والحوار البناء بين الشعوب؟ ما هي السبل لتحقيق تواصل حقيقي بين والثقافات للقضاء على التطرف والعنف الفكري بأشكاله المختلفة؟ ومع تزايد التحديات العالمية عند بداية القرن الحادي والعشرين ألسنا في حاجة إلى أخلاقية كونية تشترك فيها الأديان والثقافات والشعوب كلها؟.

ISSN: 1997-6208