المؤلف الرئيسي: | العباسى، قاسم إبراهيم أحمد (مؤلف) |
---|---|
مؤلفين آخرين: | العيساوي، هناء جواد عبدالسادة (مشرف) |
التاريخ الميلادي: |
2011
|
موقع: | تكريت |
التاريخ الهجري: | 1432 |
الصفحات: | 1 - 138 |
رقم MD: | 614819 |
نوع المحتوى: | رسائل جامعية |
اللغة: | العربية |
الدرجة العلمية: | رسالة ماجستير |
الجامعة: | جامعة تكريت |
الكلية: | كلية التربية |
الدولة: | العراق |
قواعد المعلومات: | Dissertations |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
الناشر لهذه المادة لم يسمح بإتاحتها. |
المستخلص: |
إن من أبرز الاستنتاجات العامة التي أشار إليها نقاد الشاعر علو مكانته الأدبية والنقدية ، فقد كان هناك إجماع مطلق على أنه لا يقل مكانة عن فحول شعراء العصر الجاهلي فعده بعضهم من فحول العصر العباسي ، وإلى جانب هذا وذاك فأن الغموض والتضارب في الآراء النقدية كان عنصراً واضحاً في آراء النقاد القدماء في كثير من الأمور التي تخص شعر الشاعر ، لأنهم لم يعللوا سبب تفضيله شعره على شعر أهل زمانه ، أو لأنه أشعر قريش ، أو لأنه شاعر مفلق ، أو إنه شاعر فحل . إن من خلال ما بينه النقاد المحدثين في أغراضه الشعرية فمن الملاحظ أن النقاد المحدثين أجمعوا على قدرته الشعرية المتميزة على قول الشعر ، التي ظهرت بواكيرها منذ نعومة أظفاره وموهبة خلاقة اختص بها ، وكان الإجماع على تعليل ذلك بأنه شاعر أهل زمانه في الأوصاف والتشبيهات . وكان النقاد مجمعين على أن ابن المعتز أجاد في جميع أغراضه الشعرية إلا أنهم اختلفوا كثيراً في إمكانيته الشعرية في غرض المدح ، وذلك لعدة أسباب منها ، مكانته الإجتماعية المرموقة فهو خليفة ابن خليفة لا يمدح ولا يتكسب بشعره فهو غنيٌ لا يحتاج لأحد حتى يتكسب بشعره . وهذه خاصية تفرد بها الشعراء الملوك أو أبن الملوك وهي عدم تكسبهم بالشعر . فإبن المعتز لا يمدح إلا الخاصة من الخلفاء والقادة والوزراء وهذا ما لا حظناه في غرض المديح ممن كان له الفضل في قيادة الدول العباسية ، وقيل ان غرض الهجاء قليل عند ابن المعتز ، فقد عد النقاد ذلك عائداً عن ترفعه عن هذا الغرض وعلو مكانته ، وإنها لم تكن ترجو ذلك ، وإنه شاعر لم يبلغ مستوى المشهورين به من الشعراء ، ولعل السبب في هذا أن نفسه لم تنطوِ على حقد الناس. أما تأثر الشاعر بمظاهر الحضارة الجديدة في العصر العباسي فقد بين كثير من النقاد المحدثين آثار تلك الحضارة في شعر ابن المعتز ، فقد كان لها تأثيراً ملحوظ في شعره ، فقد تأثر باللهو والغناء والخمرة ، وكان لها نصيب وافر من شعره ، فقد قال الأشعار في اللهو ، لكي يتمتع في حياته ، وتأثر بمظاهر الخمرة وقال الشعر بها ووصف سقاتها ، وأديرتها ، ووصف أماكن شربها المتواجدة على جوانب الطرق المؤدية من سر من رأى إلى بغداد ، فقد كانت هذه الظاهرة من مستجدات العصر العباسي ، فابن المعتز شرب الخمرة مع أصحابه في الأديرة والحانات ، فوصفها أجمل وصف . أما النزعته الذاتية في شعر ابن المعتز ، فقد كان يفتخر بنسبه وبانتمائه إلى العباسيين فهم آل الرسول الحقيقيَن، وتفاخره بفضائل جده العباس التي لا يشاركه أحد بها ، كذلك نلحظ في أشعاره التفاخر بنفسه من أدب وعلم وكرم ، والتفاخر بأهله وقومه ، فكانت أشعاره تتمثل بها صدق الشعور وسلامة الأسر ، وسلامة التعبير. أما رواية شعره فقد لقي عناية من قبل معاصريه ، وخصوصاً أخيه حمزة، فقد كان الراوية الأول لشعره ، فقد دون أشعاره ، ونقل أخباره. أما صديقه وصاحبه الصولي ، فقد أهتم بأشعاره ، ونقل أخباره ، وجالسه ، وجمع ديوانه، فقد كانت روايته وجمعه لديوانه ، من أفضل النسخ المخطوطة التي جمعت أشعاره. وأما اهتمام دارسي الأدب المحدثين بتحقيق ديوانه ودراسة شعره ، فقد اهتم عدد من الباحثين مُبدين وجهات نظرهم بتلك الأشعار، كما اهتم باحثون آخرون بشرح ديوانه وتحقيقه تحقيقاً علمياً ، وتحقيق ديوانه ودراسة دراسة فنية كما عمل الدكتور يونس أحمد السامرائي ، والدكتور محمد بديع شريف ، والدكتور محمد عبد المنعم خفاجي في كتابه ابن المعتز وتراثه في النقد والأدب والبيان ، لبيان أثره في الأدب ومكانته الشعرية والغوص عميقاً على شعره لإبراز أجمل الصور البيانية منه . وفي ضوء الدراسات البلاغية الحديثة اتجه بعض الباحثين إلى دراسة شعر ابن المعتز على هذا الأساس ، وهو أمر استند فيه هؤلاء الباحثون إلى آراء الآقدمين وبيان مواطن الجمال في تلك الأشعار . أما قضية الطبع والتكلف ، فقد اختلفت الأقوال والآراء التي جمعت للنقاد القدماء ودارسي الأدب المحدثين في ابن المعتز ، فالقدماء قالوا أنه شاعر مطبوع غير متكلف ، ولم يصفه أحد منهم بالتكلف ، ولكن على الرغم من ذلك إلا أن بعض دارسي الأدب المحدثين وصفوه بالتكلف ، لاستخدامه الألفاظ الغريبة والوعرة في بعض الأحيان ، وهذه الصفة تفردوا بها عن النقاد القدماء . وعني النقاد القدماء والدارسون المحدثون بالفنون البلاغية في شعر ابن المعتز، ولاسيما فن التشبيه والاستعارة خصوصاً ، وشهد شعراء عصره بذلك . وأول من شهد بذلك ابن الرومي في مقولته الشهيرة في فن التشبيه ، وشهد كذلك العديد من النقاد القدامى في حسن تشبيهاته وجمالها وبراعة تصويره لها، أشهرهم عبد القاهر الجرجاني ، وابن رشيق . أما قضية السرقات فشاعرنا اتهم بالسرقة مثلما اتهم أي شاعر غيره ، ووجدت نوعين من السرقة في شعره ، سرقة ممدوحة ، وسرقة مذمومة . وكانت السرقة الممدوحة أكثر من السرقة المذمومة ، وكان الأخذ والإختلاس من غيره ، سواء من شعراء قدامى أم معاصرين له ، وكان يأخذ من أشعار القدماء ، فهي محاولته منه مجاراتهم والسير على خطاهم في مقدرته على إتيان أشعارٍ توازي أشعارهم . وفي جانب تقويم النقاد في إجادة ابن المعتز في استخدامه الظواهر العروضية ، فكان الإجماع مشابهاً لإجماع النقاد في القضايا البلاغية ، إذ أثنى عليه النقاد في مؤلفاتهم وشهدت تلك المؤلفات شهادات إيجابية للنقاد الدارسين من القدماء والمحدثين في هذا الجانب ، على الرغم مما ألحق به وبشعراء عصره من غبن، لعدم الإستشهاد بأشعارهم من أهل اللغة والعروض . وذلك بسبب التعصب للقديم وإهمال المحدث ، علماً انه درس اللغة على أبرز علمائها البارزين في عصره وهم ثعلب والمبرد . وكان عالماً بالبحور الشعرية التي وضعها الخليل بن أحمد الفراهيدي ، وأسرار العروض ، فقد عمل أشعاره في البحور الطويلة والقصيرة والمجزوءة ، وفضل البحور الطويلة التي فضلها الشعراء على غيرها ، والتي تلائم موضوع قصائده . |
---|