المستخلص: |
رأينا في ما سبق توزيع نسخ الآلات الفلكية، وحاولنا تقديم طريقة لمعرفة مدى انتشارها عبر القرون الهجرية، ونلاحظ أن النسخ الموجودة عن الآلات الفلكية تبدأ من القرن التاسع الهجري، وليس معنى هذا أن استخدام الآلات الفلكية بدأ في هذا القرن، ولكن المخطوطات المتوفرة لدينا يعود تاريخ نسخها إلى هذا القرن، ويظهر السؤال: أين النسخ الخطية الخاصة بالآلات قبل تلك الفترة؟ وهل ضاعت أم إنه لم يكن هناك اهتمام بهذه الآلات؟ وهو ما يجعل الطريقة التي اتبعناها تحتاج إلى توسيع نطاق البحث في جميع فهارس المخطوطات في العالم أجمع، فقد حدث سلب ونهب وتهريب للمخطوطات في أنحاء العالم، فهذا البحث هو مجرد نقطة انطلاق. وقد قادنا البحث إلى دلالات أولية، هي أن أكثر الآلات نُسخاً هي الربع المجيب وربع المقنطرات والأسطرلاب والمزاول، وكما قلنا: فإن ربع المقنطرات قد تفوق على الأسطرلاب بسهولة صناعته ودقة حساباته. وهناك دلالة أخرى وهي أن القرن الثاني عشر الهجري يحوي أكبر عدد من النسخ الخطية الخاصة بالآلات الفلكية، ففيه 263 نسخة تُعنى بنطاق كبير من الآلات الفلكية، ويدخل هذا القرن في نطاق الحكم العثماني لمصر، فهل كان هذا القرن هو أكثر القرون استخداماً للآلات الفلكية؟. وقد وجدنا خلال البحث- أيضاً- أن هناك آلات كُثر عدد الرسائل التي تتحدث عنها، وهناك آلات أخرى لها عدد من الرسائل قليل، وهو ما يجعل البحث قابلاً للتوسع في المستقبل لتحديد مدى انتشار الآلات ومعرفة أسباب هذا الانتشار، وذلك بناءً على سهولة صناعة الآلة ومدى مرونة استخدامها؛ وذلك لمواكبة التغيرات الاجتماعية التي حدثت في تلك الفترة والتي حولت علم الفلك إلى تطبيقات يتم استخدامها في المساجد والمدارس.
|