المستخلص: |
لقد كان للجاحظ وأوائل البلاغيين المعتزلة " دور هام في إشاعة الوعي بالشرط المقامي في الكلام، مثلما كان لهم دور في إشاعة التلقي الفاعل بالتأويل، تلقي العلامات الكونية، والعلامات التبالغية اللغوية، وذلك راجع لانتصارهم لأمرين هما: العقل وتقديم المداخل المادية المدركة للظواهر كما في حال الاستدلال بالفعل على الفاعل ". يتضح مما سبق أن البلاغة عند الجاحظ في "البيان والتبيين" انطلقت من "الخطاب البليغ"، واقترنت بالنظر في الخطابة، وفي الوسائل التي يتحقق بها الإقناع. ومن هنا يتضح أن "البلاغة تداولية في صميمها؛ إذ إنها ممارسة الاتصال بين المتكلم والسامع، بحيث يحلان إشكالية علاقتهما، مستخدمين وسائل محددة التأثير على بعضهما"
|