المصدر: | مجلة البحثية للعلوم الإنسانية والإجتماعية |
---|---|
الناشر: | مؤسسة خالد الحسن - مركز الدراسات والأبحاث |
المؤلف الرئيسي: | امشاوى، منعيم (مؤلف) |
المجلد/العدد: | ع2 |
محكمة: | نعم |
الدولة: |
المغرب |
التاريخ الميلادي: |
2014
|
الصفحات: | 65 - 81 |
ISSN: |
2351-843x |
رقم MD: | 622486 |
نوع المحتوى: | بحوث ومقالات |
اللغة: | العربية |
قواعد المعلومات: | +EduSearch, +IslamicInfo |
مواضيع: | |
رابط المحتوى: |
المستخلص: |
يتميز المغرب بكونه دولة ذات تاريخ غني ومتنوع، ساهم في خلق بنية ثقافية متنوعة، وذات موقع جغرافي يتصل بثلاث قرات، ما جعل منه محطة تجسير للثقافات، وانعكس على بنيته الثقافية التي شربت من مشارب متنوعة، غير أن الحقبة الاستعمارية أثرت بشكل سلبي على مكانة المغرب في الساحة الدولية، وعلى دوره في المنطقة. يعتبر المغرب من الدول القلائل التي حافظة على استمرارية تاريخية هامة رغم التحولات الدولية التي عصفت بكثير البلدان التاريخية، وخلقت واقع أخر لا صلة له مع الأصل التاريخي. ولقد حافظ المغرب على مسافة من الاستقلالية مع الدول الإسلامية في المشرق، منذ قيام الدولة الإدريسية، كما أن المغرب كان الاستثناء الذي نجى من القبضة العثمانية التي وقفت على حدوده الشرقية. زد على ذلك أنه في خضم مرحلة "الحماية" الاستعمارية حافظ المغرب على شخصيته الدولتية، على عكس ما كان عليه النمط الاستعماري للجزائر الذي اعتبرته فرنسا إقليما فرنسيا. الاستمرارية التاريخية التي توفر عليها المغرب، تشمل مختلف المستويات، حتى المستوى النظام السياسي الذي يعتبر اقدم نظام ملكي في العالم. هذا المعطى التاريخي، ينبغي أن يتم استحضاره بشكل دائم، لمواجهة التحديات التي تلقي بها الجغرافيا، أن فهم واستحضار التاريخ يساعد على ادراك الجغرافيا. أن الموقع الجيوسياسى الذي يتميز به المغرب، يحتاج ادركه إلى استحضار التاريخ وفهم دور المغرب في هذه المنطقة تاريخيا، والتهاون في فهم واستلهام هذا الدور يفقد المغرب قوته ويجعل موقعه المتميز محط أطماع، كما حصل أبان الحقبة الاستعمارية، وغياب الأدراك للمحيط الجيوسياسى، سيجعل المغرب محاصر ويفقد دوره التجسيري الأنفتاحي، ويجعله يلجأ إلى قرارات دفاعية "رد فعلية"، في غياب ادراك للمحيط وفهم للدور التاريخي، يساعد على رسم استراتيجيات الدور تعيد للمغرب مكانته. إن المعطيات التاريخية التي أوردنها هي على سبيل المثال لا الحصر، فغيرها كثير مما ينبغي الاهتمام واعتباره كبنية فكرية، بصدد بناء استراتيجيات وطنية. أن المغرب لا يمكن له أن يستعيد مكانته إلا باستعادته لدوره، ولا يمكن أن يستعيد دوره دون أن ادراك دقيق لمحيطه، وفهم لتاريخيه. التموقع الصحيح في ساحة التجاذب الدولي المعاصر، لا يمكن أن يتم دون استعادة الدور، وفي هذا الصدد فإن مقارنة بسيطة للنموذج التركي، الذي اجرى مراجعات جذرية، وأعاد ترتيب أولوياته الاستراتيجية، وعاد بكل ثقل إلى عمقه الاستراتيجي، ستكون مفيدة للمغرب، رغم اختلاف السياقات، فإن ما يهمنا هو الفهم والإدراك الدقيق الذي يساعد على إعادة ترتيب الأولويات، واستعادة الأدوار التاريخية المفقودة. إن التحولات التي حصلت في العقد الأخير في المناطق المحيطة بالمغرب، تتيح فرصة للمغرب لاستعادة دوره. عبر توظيف الروابط الدينية والثقافية للامساك بشروط الاستقرار في المناطق البرية القريبة، والعودة إلى العمق العربي "المترنح" والفاقد لقوى تقليدية كانت احدى أسباب تشرذمه عبر صراعات القيادة، هذا المحيط العربي الذي بات مسرح للعبث الخارجي، وقيادة دول "مغمورة" كقطر، هذا الواقع الذي يعيشه المحيط العربي يوفر الفرصة لدولة بحجم المغرب للقيام بدور هام وقيادي في ظل التراجع التنافس العربي، بسقوط أطروحة الممانعة والاعتدال، وكذلك بسبب العلاقات القوية مع قوى اقتصادية كبرى في الخليج التي يقلقها الدور القطري المتنامي، والتنافس الإيراني. استغلال هذه الفرصة التاريخية، والعودة إلى العمق الاستراتيجي للمغرب (شمال أفريقيا - أفريقيا جنوب الصحراء - المحيط العربي الإسلامي)، سيجعل من المغرب الدولة الند والمنافس التي تستطيع الوقوف أمام طموحات القوى الغربية، وسيجعله في موقف قوي في مجال البحري خاصة في المجال المتوسطي الذي يعتبر مسرح تقليديا للتجاذب الدولي. |
---|---|
ISSN: |
2351-843x |